الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة الحوار الوطني لإزالة سلاح حزب الله وسط ضغوط دولية واعتداءات إسرائيلية متزايدة

يشهد لبنان في الآونة الأخيرة توتراً ملحوظاً ناجماً عن مقارنة الضغوط الأمريكية والدولية مع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. يصرح الرئيس اللبناني جوزاف عون بأن أي خطوة لنزع سلاح “حزب الله” تتطلب حواراً وطنياً ضمن استراتيجية دفاعية شاملة.

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة نائبة المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث حذرت من أن الموقف اللبناني يحتاج إلى حسم. يدور التساؤل حول ما إذا كانت الدولة اللبنانية قادرة على نزع سلاح الحزب أو أن الأمر مرتبط بمعادلات القوى الإقليمية والدولية.

المحلل السياسي أحمد الأيوبي أكد للأناضول أن الدولة اللبنانية قادرة على معالجة هذا الملف، مشيراً إلى أن حزب الله ليس لديه القدرة على مواجهة الدولة حال كانت هناك رغبة سياسية حقيقية. من جهة أخرى، اعتبر المحلل آلان سركيس أن الحوار مع الحزب حول نزع سلاحه يعد مضيعة للوقت، نظراً للتصريحات المتكررة من الحزب بعدم تسليم السلاح.

يشار إلى أن إسرائيل قد شنت عدواناً على لبنان في 8 أكتوبر 2023، والذي تحول إلى نزاع واسع في سبتمبر 2024، جال فيه القتل والتدمير، حيث سقط أكثر من 4000 قتيل ونحو 17000 جريح، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون و400 ألف شخص.

تجاوزت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار 1430 خرقاً، مما أدى إلى تسجيل 125 قتيلاً و371 جريحاً في صفوف اللبنانيين، وفق إحصائيات رسمية. ونظراً للأوضاع الحالية، استبعدت الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام بند “المقاومة” من بيانها الوزاري، وسط تزايد المطالب بالسيطرة الكاملة للدولة على أراضيها.

حذر الخبراء من أن أي تأخير في نزع السلاح يؤثر على الإصلاحات الاقتصادية وقدرة لبنان على جذب الدعم الدولي. كما أشار عون إلى أهمية الحوار في معالجة سلاح الحزب، بينما يتزايد عدم وضوح الخطة الزمنية لهذا المسار في ظل الانقسام السياسي داخل الحكومة.

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط الدولية لإحراز تقدم في نزع سلاح “حزب الله”، حيث تبرز إلى السطح التحديات السياسية المحيطة بهذا الملف، ومنها التجارب السابقة الفاشلة للحوار. وقد برز تأكيدات من مسؤولين دوليين على ضرورة استعادة الدولة احتكار السلاح، لضمان الاستقرار والأمن في البلاد.