البنتاغون يعبر عن قلقه من استنزاف الذخائر في الحملة على الحوثيين وتأثيرها على الاستعدادات العسكرية في المحيط الهادئ

أعرب مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية عن مخاوفهم بشأن تزايد استنزاف الذخائر وسط الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في اليمن. تأتي هذه الحملة منذ منتصف مارس/آذار الماضي، وتثير قلق القادة الأمريكيين الذين يضعون في اعتبارهم صراعًا محتملًا مع الصين.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المسؤولين في البنتاغون يشعرون بقلق متزايد من احتمال الحاجة لنقل أسلحة دقيقة بعيد المدى من مخزوناتهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط. ويرجع ذلك إلى الكميات الكبيرة من الذخائر المستخدمة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين، التي أوعز بها الرئيس السابق دونالد ترامب.

بالإضافة إلى ذلك، يتأثر استعداد الولايات المتحدة في المحيط الهادئ بسبب نشر الأسلحة البحرية والجوية في الشرق الأوسط، خاصة بعد بداية القتال بين إسرائيل وغزة في أكتوبر 2023. كما أن جماعة الحوثي بدأت بشن هجمات ضد السفن في البحر الأحمر، دعمًا للفلسطينيين.

وأكد المسؤولون أن الطائرات والسفن الأمريكية تعمل بوتيرة عالية جدًا، ما يضع صيانة المعدات الأساسية في مواقف صعبة، مما يزيد من صعوبة العمل. ومن المتوقع، وفقًا لمصادر عسكرية، أن يواجه الأدميرال صموئيل بابارو، قائد البنتاغون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تساؤلات حول استعدادات الجيش الأمريكي خلال شهادته القادمة أمام الكونغرس.

وفي ظل كل هذه التحديات، تحدث مساعدون للرئيس ترامب، مثل وزير الدفاع بيت هيجسيث وكولبي، وكيل وزارة الدفاع للسياسات، عن ضرورة تعزيز القوة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ردًا على التهديدات الصينية المتزايدة.

وفيما يتعلق بحملة القصف على الحوثيين، ذكرت الصحيفة أن تلك الحملة كانت أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه رسميًا. حيث قدر المسؤولون أن البنتاغون استهلك ذخائر بقيمة حوالي 200 مليون دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، وأن التكلفة الكلية قد تصل إلى أكثر من مليار دولار عند أخذ النفقات التشغيلية في الاعتبار.

وأفادت التقارير بأن الجيش الأمريكي لم يحقق نجاحات كبيرة في تدمير الترسانة الكبيرة للحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيّرة، حيث أعرب مسؤولون في البنتاغون لمشرعين وحلفاء عن قلقهم العميق بشأن سرعة استهلاك الذخائر في هذه الحملة.