تصاعد الدعوات لمقاطعة المنتجات الإيرانية في مناطق سيطرة الحوثي

تشهد مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن تنامياً ملحوظاً في انتشار المنتجات الإيرانية، الأمر الذي أثار غضباً شعبياً متصاعداً ودعوات لمقاطعة هذه المنتجات. وتعتبر هذه المنتجات رافداً رئيسياً لتمويل “اقتصاد الحرب” الذي تعتمده الجماعة لتنفيذ عملياتها ضد اليمنيين.
وأكدت مصادر اقتصادية ومحلية أن المنتجات الإيرانية لا تصل إلى الأسواق عبر قنوات تجارية رسمية، وإنما يتم تهريبها بواسطة شبكة تجار موالين للمليشيات، تربطهم علاقات مباشرة بقيادات الجماعة. وتتهم هذه الشبكة بالسيطرة على الاستيراد وتمويل السوق، وتحويل عائداتها لدعم ما يسمى “المجهود الحربي”.
وقد تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة الحملات الشعبية الرافضة لتنامي الحضور الإيراني في الأسواق. وأطلقت منصة “واعي”، وهي إحدى المبادرات الشبابية المناهضة للدعاية الحوثية، حملة توعوية تدعو اليمنيين إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه البضائع الإيرانية، معتبرة إياها أداة لتمويل الفوضى والحرب.
وقالت المنصة في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “نحن مقاطعون للمنتجات الإيرانية لأنها سبب مباشر في دمار اليمن. الإيرانيون يتفاوضون مع العالم، وموانئهم ومطاراتهم تعمل، بينما يُستخدم اليمن كمنصة لنفوذهم ولتصفية حساباتهم الإقليمية”. ووجهت الحملة نداء مباشراً للمواطنين بمقاطعة المنتجات التي يبدأ رقمها التسلسلي بـ”626″، مؤكدة أن المقاطعة الاقتصادية هي موقف وطني وأخلاقي.
وأضافت المنصة أن من لا يريد المقاطعة لأسباب سياسية عليه أن ينتبه للمخاطر الصحية المرتبطة بهذه المنتجات، خاصة المواد الغذائية التي تُشحن لمسافات طويلة بدون تبريد آمن.
ويأتي هذا الغضب الشعبي في سياق أوسع من التوتر بين المواطنين والحوثيين، نتيجة سياسات الجماعة التي أثقلت كاهل التجار والاقتصاد المحلي عبر الجبايات والاحتكار والتحكم بحركة السلع والأسعار.
ويناشد ناشطون وفاعلون في الحراك المجتمعي المواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين إدراك أثر خياراتهم الشرائية وتحمل مسؤوليتهم تجاه الوطن عبر رفض كل ما يغذي آلة الحرب، مؤكدين أن “المنتج الإيراني ليس سلعة فقط.. إنه رصاصة في جسد الوطن.”