“جماعة الحوثي تعتدي على والد الطفلة جنات المُغتصبة لإجباره على التنازل عن القضية”.

أثارت حادثة اعتداء عناصر حوثية مسلحة على المواطن طاهر السياغي، والد الطفلة جنات، واثنين من أبنائه، استياء واسعًا بين اليمنيين. حيث أفادت مصادر قانونية بأن الاعتداء وقع أمام محكمة الاستئناف في صنعاء، في مشهد يعكس قمع الأصوات المطالبة بالعدالة.
وقالت المصادر إن طاهر السياغي واثنين من أبنائه، محمد وعبد الواحد، تعرضوا للاعتداء الجسدي من قبل أفراد من إدارة أمن الأمانة التابعة للحوثيين، قبل أن يتم اقتيادهم إلى مقر الأمن وإيداعهم السجن دون أي مسوغ قانوني. وأفاد المحامي ناظم الحريري، وهو محامي أسرة الطفلة جنات، بأن السياغي تعرض للضرب المبرح لإجباره على التوقيع على تنازل عن شرف ابنته البالغة من العمر تسع سنوات، التي تعرضت للاغتصاب قبل عام من قبل المدعو أحمد نجاد، البالغ من العمر 30 سنة، وهو شقيق لأحد مشرفي الجماعة الحوثية.
بعد خروجه من السجن، أظهر التقرير الطبي أن السياغي تعرض لجروح وكدمات ورضوض في أنحاء متفرقة من جسده، بالإضافة إلى ضيق في التنفس جراء الضرب العنيف، مما استدعى نقله إلى مستشفى تونس التخصصي.
جاء الاعتقال عقب تنظيم السياغي وأفراد من عائلته وقفة احتجاجية سلمية، طالبوا خلالها بتنفيذ حكم الإعدام بحق مغتصب الطفلة، ورفعوا شعارات تُندد بتقاعس السلطات وتُطالب بإنصاف الضحية وتحقيق العدالة. لكن القوات الأمنية التابعة للحوثيين سرعان ما فضت الوقفة بالقوة واقتادت المحتجين إلى جهة مجهولة.
أثارت واقعة الاعتقال موجة غضب واستنكار عارمة في الشارع اليمني، وسط مطالبات واسعة بالإفراج الفوري عن السياغي وأقاربه ومحاسبة المتورطين في محاولة طمس معالم الجريمة والتواطؤ مع الجاني. وعبّر ناشطون يمنيون عن استيائهم واستنكارهم للاعتداء على السياغي وعلى محامي الأسرة ناظم الحريري.
وأكد الناشط أحمد صالح الجبلي أن دماء الطفلة جنات ليست ماء يراق وكرامتها ليست ترابًا يداس، مشيرًا إلى أن والدها يقف شامخًا في المحاكم يدافع عنها. فيما قالت الناشطة بشرى العنسي إن القاضي المتلاعب بقضية الطفلة جنات هو قاضي بلا شرف، مؤكدة أن هناك ثمنًا لكل جريمة ومن يسامح المجرم يكون ذلك على حساب معاقبة الضحية.
ودعت نادين الماوري كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التضامن مع الطفلة جنات وأسرتها، وتقديم الدعم النفسي والقانوني اللازم، والضغط على الجهات المعنية لضمان محاكمة عادلة للجاني وتحقيق العدالة للضحية.
كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة ضد مرتكبي هذه الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. فيما غرد بسام ربيع قائلًا إن لا عجب مما يتعرض له والد الطفلة جنات وكثير من المظلومين الذين لم يجدوا أحدًا ينصفهم، مؤكدًا أن هناك قضايا يشيب لها الرأس ولم يجد أصحابها من ينصفهم ولو بكلمة حق.