اليمن في ذكرى وحدة 22 مايو.. شعب يلهث وراء الخلاص وسلطة تتلاشى

تزامن حلول الذكرى الخامسة والثلاثين للعيد الوطني اليمني مع بيئة وطنية متصدعة بسبب الاستثمارات الإقليمية التي تهدف إلى استزراع الأطراف المحلية الأكثر سوءًا والمشاريع السياسية التي تهدد المركز القانوني للجمهورية اليمنية.
وقد تجلت هشاشة السلطة الشرعية في تصريح وزير الخدمة المدنية، الذي أعلن عدم اعتبار يوم الثاني والعشرين من مايو يوم إجازة رسمية، في مخالفة صريحة للدستور والقانون، مستغلًا النفوذ الأمني والعسكري للمجلس الانتقالي في عدن.
يعكس هذا الموقف أيضًا كارثية الدور الإقليمي الذي فرض “اتفاق الرياض” ثم تنصل عن مسؤولية تنفيذه كاملًا. استمرار بعض أطراف الشرعية في هدم قدرات وسلطات هذه السلطة والاستمرار في فرض جريمة الانفصال يهدد المشروع الوطني.
وفي ظل هذه التحديات، يرى البعض أن خيار القتال حتى استعادة نفوذ الدولة وإنهاء المشاريع الانقلابية والانفصالية هو الخيار الوحيد المتبقي.
وفي مدينة تعز، شهدت الذكرى الـ35 للعيد الوطني انتعاشًا للأمل من خلال اللقاء الموسع الذي جمع أكثر من 500 من قادة المقاومة الشعبية من مختلف المحافظات، ويُعتبر هذا التحرك خطوة عملية نحو اجتراح مقاربة تُوائم بين مرجعيات الحل الوطني والدولي والإرادة الشعبية المستقلة.
وتأتي هذه الخطوة من تعز بعد أن تمكنت المدينة من التغلب على مخطط الحصار الشامل الذي استهدفها، حيث سعت قوى محلية وإقليمية لاحتواء تعز وتشتيتها من خلال زرع العناصر المتطرفة وتمويلها.
تحتاج اليمن إلى تجاوز التحكم الخارجي السهل من خلال خيار المقاومة الشعبية، مما يُعد أمرًا ضروريًا لتجاوز قيود السلطة والتهميش المتعمد للقوات المسلحة اليمنية.
وفي المقابل، تتلاشى السلطة الشرعية بشكل مخيف، وينحدر بعض أطرافها إلى ممارسات تضر بالمشاعر الوطنية. وتُظهر النتائج أن الدور الإقليمي والتدخل الأمريكي والمقاربات الغربية لعبت دورًا أساسيًا في التشويش على القضية الجوهرية للصراع في اليمن.
ويرتبط الصراع في اليمن بحاجة الشعب اليمني لإنهاء الانقلاب والمشاريع المرتبطة به، وهو ما يمثل القضية الأساسية التي يجب معالجتها لاستعادة الاستقرار والسيادة الوطنية.