33 عاماّ على أحداث 13 يناير .. هل تحقق التصالح والتسامح الجنوبي؟!

اخبار من اليمن تصادف اليوم الأحد الذكرى الـ33 للحرب الأهلية التي إندلعت في جنوب اليمن أو في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بين رفاق الحزب الإشتراكي اليمني الذين إنقسموا بين الزمرة ويقودهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، والطغمة ويقودهم عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وغيرهم من القيادات المنتمية إلى محافظة الضالع .
وبرغم تعدد الروايات التي تحدثت عن أسباب هذه الأحداث الدامية، إلا أن هناك إجماع محلي ودولي على أن هذه الأحداث كانت الأعنف في تاريخ البشرية وتسببت بمأساة إنسانية غير مسبوقة في القرن العشرين .
تقديرات الضحايا :
وبحسب التقديرات فإن الأحداث التي أستمرت قرابة عشرة أيام، راح ضحيتها 11000 قتيل بمعدل 1100 قتيل في اليوم، في حين أن الحرب الأهلية في لبنان والتي كانت أحداثها تدور في تلك الحقبة (1975-1990) أزهقت حياة 200000 شخص بمعدل 37 شخص يوميا ( أي أن الذين قضوا في جنوب اليمن خلال 10 أيام يعادلون ضحايا 10 شهور في لبنان).
وتسببت الحرب في نزوح 250000 نسمة إلى شمال البلاد ودول الخليج وغيرها بما فيهم الرئيس علي ناصر محمد والقوات المؤيدة له، فيما دخل السجون قرابة 7000 شخص خلال الحرب ، وأصيب فيها قرابة 10 أضعاف القتلى ، وكان من بين القتلى 52 عضوا بارزا من الحزب الإشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب وأبرزهم مؤسسه “عبدالفتاح اسماعيل“.
وأفاد شهود عيان ومعاصرين للحرب أن بعض الجثث بقيت ملقاة في الشوارع والأزقة تدوسها الدبابات لكلا الطرفين المتصارعين ، وبعضها تنهشها الكلاب والقطط طوال أيام المعارك.
التسامح والتصالح الجنوبي :
في العام 2006، أطلق نشطاء وقيادات جنوبية دعوة لتحويل هذه الذكرى، من ذكرى لحرب أهلية إلى ذكرى للتصالح والتسامح بين الرفقاء الذين تقاتلوا قبل عقود، والإرتقاء في خلافاتهم بحجم قضيتهم بروح الاخاء والتعاون والسلام، لتجاوز الماضي الاليم نحو مستقبل مزذهر يسودة الحب والاخاء والتسامح الحقيقي، بالقبول بالاخر بشراكة وطنية حقيقية تمثل كل اطياف المجتمع الجنوبي، للحفاظ على انتصاراته والوصول للهدف المنشود نحو الاستقلال الناجز .
واعلن في جمعية ردفان في 13 يناير من العام 2006 عن نهج التصالح والتسامح بهدف عدم ترك ثغرات للأعداء ومروجي الفتن للنيل من الجنوب، وذلك بالتزامن مع تصاعد الإحتجاجات المطالبة بإستعادة الجنوب وإنفصاله عن الشمال .
المجلس الإنتقالي يدعو للتصالح
وقبل أيام دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، الجنوبيين إلى المشاركة في فعالية «التصالح والتسامح»، بمدينة عدن.
ووجه المجلس الدعوة إلى كافة القوى والرموز والشخصيات الوطنية الجنوبية وأبناء الجنوب قاطبة إلى المشاركة الفاعلة في إحياء الذكرى الـ13 للتصالح والتسامح، تحت شعار: التصالح والتسامح على طريق الوفاق الوطني.
ويعتبر صرار الجنوبيين على الاحتفاء بهذه المناسبة هو تأكيد إيمانهم بأهمية مبدأ التصالح والتسامح الذي توافقوا عليه قبل 13 عاماً، بوصفه قيمة إنسانية وأخلاقية وضرورة وطنية، وباعتباره مدخلاً حقيقياً للوفاق الوطني ولتعزيز وحدة الصف الجنوبي، وللحفاظ على مكتسبات شعب الجنوب، التي تحققت خلال مسيرة نضاله الطويل في سبيل استعادة دولته .