اليمنيون بين فكَّي القصف والعقوبات غارات أمريكية تُشعل الألم ولا تُطفئ الحرب

يعيش اليمنيون في ظل حرب مستمرة منذ سنوات، حيث تشن الولايات المتحدة وإسرائيل غارات جوية على جماعة الحوثي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. وفقًا لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن هذه الغارات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، حيث طالت مناطق سكنية ومرافق مدنية في عدد من المدن اليمنية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها “على دراية بادعاءات وجود ضحايا مدنيين”، وأعلنت أنها تجري تحقيقات لتقييم الخسائر. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الغارات استهدفت أكثر من 800 موقع حوثي خلال الأسابيع الماضية، وقتلت “مئات المقاتلين”، وفق بيان رسمي.
ورصدت الغارديان حادثة مقتل سائق شاحنة يُدعى نبيل يحيى بعد أن التهمت النيران ناقلته خلال ضربة جوية استهدفت منشأة رأس عيسى النفطية منتصف أبريل. كما وثقت غارات إسرائيلية حديثة على مطار صنعاء ومحطة للكهرباء، مما خلّف أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية المدنية وساهم في تفاقم الأزمة المعيشية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 5 ملايين منهم على حافة المجاعة، فيما تجاوز عدد النازحين حاجز الـ 4.5 مليون شخص. وأكدت الباحثة اليمنية ميساء شجاع الدين أن الحملة الأميركية لم تنجح في ردع الحوثيين، بل منحتهم فرصة لتعزيز نفوذهم الداخلي.
وأشارت الغارديان إلى أن الولايات المتحدة تواصل خنق الاقتصاد اليمني عبر عقوبات استهدفت بنوكًا وناقلات نفط تتجه إلى موانئ مثل الحديدة. ويعبر اليمنيون عن معاناتهم، حيث يجدون أنفسهم “عالقون بين قصف الطائرات وصمت العالم”، ويضطرون إلى الانزواء في منازلهم، ينتظرون مصيرًا لا يعرفونه.
وأكد التقرير أن الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم مع استمرار الحرب، حيث يعاني المدنيون من الغارات الجوية والعقوبات الاقتصادية. وتشير الشهادات إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءًا، مع استمرار الصراع وعدم وجود حلول واضحة في الأفق.