“الجارديان”: الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن فشلت في إضعاف الحوثيين ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة

تسببت الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن في أضرار جسيمة للمدنيين، رغم مزاعم تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران. وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها أن هذه الغارات فشلت في إضعاف الحوثيين، بل أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ودفعتها إلى حافة المجاعة.
أدى القصف إلى تشريد ملايين الأشخاص وتدمير البنية التحتية المدنية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 4.5 مليون شخص تشردوا بسبب القتال، بينما يحتاج 17 مليون شخص إلى الغذاء، منهم 5 ملايين يعيشون على شفا المجاعة. ويقول محللون إن الغارات الجوية زادت من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعاني من حرب أهلية دامية منذ أكثر من عقد.
أدت الغارات الجوية إلى مقتل العشرات من المدنيين، من بينهم أطفال ونساء، وتدمير منازلهم وممتلكاتهم. وتشير شهادات إلى أن الغارات استهدفت مناطق سكنية وتسببت في تدمير منازل وممتلكات المدنيين. ويقول سكان محليون إن الغارات الجوية لم تكن دقيقة واستهدفت مناطق مأهولة بالسكان.
أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم بشأن سقوط ضحايا مدنيين، وأكدوا أنهم يجريون تحقيقات في هذه المزاعم. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنها استهدفت الحوثيين وألحقت بهم خسائر فادحة، لكنها لم تعلق على مزاعم سقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية على ثقبان.
يصف مواطنون يمنيون الوضع المأساوي الذي يعيشونه، حيث تسببت الغارات الجوية في تدمير منازلهم ومصادر رزقهم. وقال محمد الذيباني، وهو مواطن أمريكي متجنس يبلغ من العمر 72 عامًا، إنه عاش في اليمن لأربعة عقود ويشعر بالأسف لأن الغارات الجوية تسببت في تدمير بلده. وأضاف أن المدنيين لا يملكون خيارًا سوى الاحتماء بمنازلهم عند سماع دوي القصف.
يعاني المدنيون في اليمن من وطأة الحصار والعقوبات، ويجدون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية. وقال الذيباني إن الناس في اليمن وُلدوا بلا شيء، والحكومة لا تملك شيئًا، فلماذا يُقصفون؟ وأضاف أن الصواريخ أغلى من المباني التي يُقصفونها.
تسببت الغارات الجوية في تدمير البنية التحتية المدنية، مثل المطارات ومحطات الكهرباء، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. ويقول تقرير الجارديان إن الغارات الجوية أدت إلى تدمير منشآت مدنية وتسببت في مقتل مدنيين، مما يثير مخاوف من أن تؤدي هذه الأعمال إلى مزيد من تدهور الوضع الإنساني في اليمن.