“هارتس”: ما سرّ قوة الحوثيين وهزيمة الغارات الإسرائيلية والأمريكية؟

أكدت صحيفة “هارتس” العبرية على صمود جماعة الحوثي في اليمن رغم الغارات الجوية المتكررة التي تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل. حيث استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتعطيل الحياة اليومية في مطار بن غوريون.
أشارت الصحيفة إلى ثلاث مزايا رئيسية للحوثيين: الجغرافيا، والخبرة، والعقلية. حيث توفر لهم معاقلهم في شمال اليمن الجبلي حماية طبيعية ومكانًا للاختباء للقيادة والأسلحة. كما أن لديهم خبرة تزيد عن عقدين في خوض حروب متقطعة ضد بعضٍ من أكثر جيوش المنطقة تسليحًا.
أوضحت الخبيرة في الشؤون اليمنية، إنبال نسيم-لوفتون، أن البعد الديني والأيديولوجي لصراع الحوثيين له أهمية كبيرة. حيث تستمد الجماعة شرعيتها من المذهب الشيعي الزيدي، وتستمد ثقتها من دولة الإمامة الشرعية التي حكمت أجزاءً من البلاد لما يقرب من ألف عام.
كما أكدت لوفتون على مرونة الحوثيين الاستراتيجية واستخدامهم العملي لسياسات الهوية. حيث يتلاعبون بمهارة بما يسمى “ترسانة من الهويات”، مما يفتح الباب أمام علاقات مع لبنان والعراق، ويعزز تحالفهم مع إيران.
في تحليلها، أشارت لوفتون إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية في اليمن باهظة التكلفة، وقد لا تُجبر الحوثيين على الاستسلام. كما أن الحوثيين قد يستمروا في مهاجمة أولئك الذين يسعون إلى التطبيع مع إسرائيل، مثل المملكة العربية السعودية.
أكدت لوفتون وكيندال على أن التكتيك المُفضّل لدى إسرائيل – الاغتيالات المُستهدفة للقادة العسكريين – سيفشل على الأرجح في اليمن. حيث أن الجغرافيا تُصعّب مثل هذه المهام بشكل كبير، والهيكل التنظيمي للحوثيين أكثر لامركزية.
في النهاية، استنتجت لوفتون أن هذا الصراع لن يُحل بالوسائل العسكرية وحدها. يجب أن يُعرض على معارضي الحوثيين تسوية سياسية يمكنهم قبولها، تسوية تشجعهم على التحرك بنشاط ضد الحوثيين.
أشارت إلى أن الحوثيين قد يواجهون قريبًا معضلات معقدة، لا سيما فيما يتعلق بكيفية التصرف في اليوم التالي لانسحاب إسرائيل من غزة. كما أنهم قد يجدون صعوبة في التخلي عن موقعهم القيادي وموطئ قدمهم الاستراتيجي في البحر الأحمر وباب المندب.
من جانبها، من غير المرجح أيضًا أن تُوقف إسرائيل ضرباتها العسكرية، وقد يتطلب كسر ما يبدو وكأنه حلقة عنف مسدودة نهجًا مختلفًا – ربما نهجًا مستنيرًا بالماضي.