“ذا هيل”: تناقض ترامب يثير تساؤلات بشأن وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار في اليمن ضد جماعة الحوثي في السادس من مايو الجاري، وهو ما أثار تساؤلات حول تناقض تصريحاته بشأن الجماعة. فقد أشاد ترامب بشجاعة الحوثيين وقوتهم في تحمل الضربات، في حين كانت الولايات المتحدة تحاول سحقهم عسكريًا.
أثار هذا التناقض استغراب صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، التي أشارت إلى أن إشادة رئيس أمريكي بقوة يحاول جيشه سحقها أمر مثير للصدمة. يُعتبر هذا الموقف جزءًا من المسرح الدبلوماسي لترامب، الذي يُقدم على خطوات غير متوقعة في سياسته الخارجية.
تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة عمانية، ويهدف إلى وقف التصعيد العسكري الأمريكي وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ومع ذلك، يظل السؤال حول ما إذا كان هذا الوقف أكثر من مجرد مهلة تكتيكية في حرب تمتد إلى ما وراء حدود اليمن.
على مدار عقد من الزمن، تمكن الحوثيون من الصمود ضد الحرب السعودية الإماراتية المشتركة، المدعومة من واشنطن. وفي الآونة الأخيرة، كانت عملية “الراكب الخشن” الأمريكية تهدف إلى إبعاد الحوثيين عن استهداف الشحن الدولي والأصول البحرية الأمريكية، لكنها انتهت بإسقاط سبع طائرات أمريكية مسيرة وفقدان طائرتين مقاتلتين وإهدار أكثر من مليار دولار دون مكسب استراتيجي ملموس.
أثارت هذه النتيجة تساؤلات حول جدوى التدخل العسكري الأمريكي في اليمن، وخاصة في ظل تناقض تصريحات ترامب حول الحوثيين. يرى المحللون أن وقف إطلاق النار قد يكون مدفوعًا برغبة ترامب في إنهاء الاستثمار العسكري في اليمن، الذي لم يحقق أهدافه.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار هذا لا يُعتبر سلامًا حقيقيًا، بل هو ترتيب تكتيكي قد ينهار عند أول استفزاز. وقد أوضح الحوثيون أنهم يحتفظون بحق استئناف الهجمات متى شاءوا، وقد صعدوا بالفعل ضرباتهم ضد إسرائيل.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد أثار قرار ترامب مخاوف حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة إسرائيل والدول العربية، بشأن موثوقية راعيها الأمني. وفي ظل هذه التطورات، يظل الوضع في الشرق الأوسط متقلبًا، وقد يؤدي وقف إطلاق النار إلى تعميق تفكك التحالفات الأمريكية في المنطقة.
في ظل هذه الحسابات الجيوسياسية المتقلبة، يُعد وقف إطلاق النار في اليمن تطورًا جديرًا بالمتابعة. ورغم أن ترامب يروج له على أنه انتصار للقوة، إلا أنه في الواقع تراجع مغلف بالتفاخر وتوقف مؤقت في صراع لم ينته بعد.