صواريخ الحوثيين تضع إسرائيل أمام أزمة ردع وتهدد استراتيجيتها في غزة

أكد الخبراء أن جماعة الحوثي تواصل تنفيذ ضرباتها الصاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية في إطار معركة “إسناد غزة”، مما يثير تساؤلات بشأن فشل تل أبيب في تحييد هذه الجبهة رغم ضرباتها المكثفة على اليمن.
أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حيوية بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيّرة، مؤكدا أنهم يعملون على فرض حظر كامل على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد النجاح في فرض حظر جزئي.
يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن إسرائيل تعاني اختلالا في مفهوم الردع والدفاع، إذ اعتادت تاريخيا أن تكون ضرباتها أكثر ردعا وأثرا وأقل تكلفة. وأضاف أن إسرائيل تنفذ عمليات في اليمن ذات ضجيج إعلامي وبتكلفة كبيرة، لكن بأثر ردع قليل.
أشار الخبير العسكري، العميد عابد الثور، إلى أن الحوثيين يرسلون رسالة مفادها أنهم يمتلكون القوة الكافية لتوجيه ضربات للاحتلال طالما استمر بارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة. واستبعد الثور ما يدعيه الاحتلال من إسقاط الصواريخ اليمنية، مشيرا إلى تقدم الصناعات العسكرية للحوثيين.
ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الحوثيين أطلقوا 43 صاروخا باليستيا من اليمن على إسرائيل، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة، منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
أعرب عابد الثور عن قناعته بأن إسرائيل فشلت في ضرباتها ضد منشآت مدنية واقتصادية وحيوية يمنية، مؤكدا أن هذه الضربات تعد جريمة واضحة. وأضاف أن الحوثيين يعلمون بنتائج إسناد غزة وأصروا على ذلك للرد على المجازر.
يرى إيهاب جبارين أن ذهاب إسرائيل إلى تصعيد مع الحوثيين يعني تصعيدا مع إيران، لذلك تبقى عالقة في جبهة اليمن دون أي قدرة بسبب العمى الاستخباراتي وغياب الردع الحقيقي.
قال الخبير العسكري إن واشنطن خرجت عسكريا من البحر الأحمر، لكن إسنادها الاستخباراتي واللوجستي لا يزال مستمرا مع إسرائيل. بينما أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، إلى أن الولايات المتحدة لم تبدِ أي رد فعل سياسي أو عسكري واضح باتجاه ضربات اليمن، مؤكدا أن واشنطن يهمها وجود ضغوط على نتنياهو وألا يشعر بالأمان المطلق.
أكد مكي أن ضربات الحوثيين تعد إحدى المشكلات التي تواجهها إسرائيل في غزة، لكنها ليست الوحيدة، مشيرا إلى أن هذه الضربات تسبب أزمة لإسرائيل في نظرتها لنفسها كدولة متفوقة في المنطقة وتزيد تكاليف العدوان على غزة.