منظمة دولية: الغارة الأمريكية على ميناء رأس عيسى “جريمة حرب” تستوجب التحقيق

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية أن الغارة الجوية التي استهدفت ميناء رأس عيسى بالحديدة، غربي اليمن، في 17 أبريل/نيسان الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، تُعد “جريمة حرب” وتستوجب التحقيق.
أشارت المنظمة في بيانها إلى أن الغارات جاءت ضمن الحملة العسكرية الأمريكية التي تدعمها السعودية ضد جماعة الحوثي، والتي انطلقت منتصف مارس/آذار الماضي.
أوضحت “هيومن رايتس ووتش” أنها استندت في تقييمها إلى تحليل صور أقمار صناعية ومواد بصرية من موقع الاستهداف، بالإضافة إلى معلومات من منظمات مستقلة مثل “إير وورز” و”مشروع بيانات اليمن”.
أكدت المنظمة أنها وجهت مذكرة إلى وزير الدفاع الأمريكي بييث هيغس في 8 مايو/أيار الماضي، لكنه لم يرد بشكل رسمي.
وفقًا لبيانات “إير وورز”، فإن الغارات أدت إلى تدمير 84 مبنى مدنيًا وأسفرت عن إصابة أكثر من 150 مدنيًا، معظمهم من عمال الميناء.
قالت نيككي جيفري، الباحثة المتخصصة بشؤون اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش”، إن تنفيذ القصف رغم علم الإدارة الأمريكية بوجود مئات العمال في الميناء “يعكس تجاهلًا صارخًا لمبدأ حماية المدنيين”.
وأضافت أن الغارات تسببت في تدمير منشآت التخزين وانهيار البنية التحتية في الميناء، مما أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة في المنطقة.
كانت جماعة الحوثي قد أعلنت في حينها عن سقوط 80 قتيلًا و150 جريحًا جراء الغارات، متهمة الولايات المتحدة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين.
يأتي الهجوم الأمريكي في سياق تصاعد التوترات بعد استئناف الحوثيين هجماتهم على أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، ردًا على استمرار الحرب في قطاع غزة.
وفقًا للحوثيين، فإنهم شنوا ما يقارب 1300 غارة وقصف بحري منذ مارس/آذار الماضي، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 6 مايو/أيار التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار “عملي”.
تشهد المنطقة حاليًا توترات متصاعدة مع استمرار إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، في عملياتها العسكرية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 179 ألف قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
تزايدت المخاوف من أزمة إنسانية متفاقمة مع قرب عيد الأضحى وسوء الوضع الإنساني في المنطقة.
وأعربت وزارة الدفاع السعودية عن استعدادها لتقديم الدعم اللوجستي والفني لإنجاح موسم الحج وتسهيل وصول ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة.
أكد طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية، استعدادهم للمعركة المصيرية دفاعًا عن الوطن ضد الغزاة.
وأشار إلى ضرورة تكاتف الجهود لتعزيز الجاهزية العسكرية والاستفادة من التجارب السابقة في مواجهة التحديات.
وشدد على أهمية دعم القوات المسلحة وتزويدها بالعتاد والتدريب اللازمين لتعزيز قدراتها القتالية.
وأعرب عن ثقته في قدرة اليمن على تجاوز التحديات وتحقيق النصر في مواجهة العدوان.
تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة وتصاعد العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
وتشهد اليمن توترات أمنية وسياسية متصاعدة منذ سنوات، مع استمرار الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة في مختلف المناطق.
وتأثيرات هذه الحرب على المدنيين والبنية التحتية للبلاد، حيث تسببت في نزوح وتشريد العديد من السكان وتدمير الممتلكات والبنية التحتية.
وتشير التقارير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، مع نقص في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وتصاعد المخاوف من تفشي الأمراض والجوع.