اليونسكو تحقق في مخالفات سقطرى لتحديد بقائها على قائمة التراث العالمي

زادت مخاوف نقل أرخبيل سقطرى اليمني من “قائمة التراث العالمي” إلى “قائمة التراث المعرض للخطر”، بعد وصول فريق الرصد التفاعلي المشترك من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” والاتحاد الدولي لصون الطبيعة في مهمة رسمية لتفقد الأحوال البيئية في الجزيرة.
يأتي هذا التحرك بعد أن قررت لجنة التراث العالمي في اليونسكو العام الماضي فتح ملف سقطرى، مع ترجيح نقلها إلى قائمة التراث المعرض للخطر بسبب الانتهاكات التي تتعرض لها الجزيرة، حيث شهد العام 2000 إعلانها كمحمية طبيعية، وفي عام 2008 حصلت على تصنيفها كموقع تراث عالمي.
وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح، أن الانتهاكات التي تتعرض لها سقطرى تتمثل في الزحف الحضري والمشاريع المخالفة على السواحل والعبث في غابة “دم الأخوين”، واصطياد المرجان، وإنهاك الحياة السمكية، والرعي الجائر، ومخالفات يقوم بها بعض المواطنين والسياح.
وأضاف جميح أن هذه المخالفات تعد انتهاكات ضد المواقع المحمية، وتشمل التوسع العمراني العشوائي على حساب المواقع الطبيعية، وإقامة مشاريع استثمارية على السواحل المحمية وداخل غابة “دم الأخوين”، والصيد الجائر الذي يهدد البيئة البحرية ويخالف الاتفاقيات الدولية، إلى جانب اصطياد الشعب المرجانية، وهو أمر ممنوع.
وأشار جميح إلى أن هناك أيضًا مخالفات أخرى مثل إدخال أنواع من النباتات والأشجار من خارج الجزيرة، مثل النخيل الذي زرع في شوارع عاصمتها، مما تسبب في إدخال “السوس” الذي أضر بالنباتات الأصيلة بها.
ويأمل جميح أن يدعم قرار اللجنة الدولية الشراكة بين الحكومة اليمنية والسلطات المحلية والمنظمات الدولية لمعالجة أوجه الخلل الحاصل في سقطرى وحماية تراثها الهام للبشرية، معربًا عن مخاوفه من أن إدراج سقطرى في قائمة التراث المعرض للخطر قد يؤدي إلى تعقيد الإجراءات لسنوات طويلة حتى تعود إلى قائمة التراث العالمي.
الجدير بالذكر أن سقطرى تعتبر من المناطق الطبيعية الفريدة في العالم، حيث تحتوي على تنوع بيئي فريد وتضم العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المستوطنة. وتعد الجزيرة جزءًا من التراث الطبيعي اليمني والعالمي، وتعتبر إحدى أهم المواقع السياحية والبيئية في المنطقة. يأتي الاهتمام الدولي بسقطرى في إطار الجهود المبذولة لحماية التراث الطبيعي العالمي والحفاظ على التنوع البيئي، وتعتبر سقطرى جزءًا من هذا الجهد العالمي.