اخبار اليمن

كارثة بيئية في سقطرى.. نفوق أكثر من 70 دولفين بشكل جماعي يثير موجة غضب واسعة.

تتعرض البيئة في أرخبيل سقطرى اليمنية، وهو موقع مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، لانتهاكات بيئية متزايدة تهدد تنوعها البيولوجي الفريد.

أثارت عملية نفوق جماعي لأكثر من 70 دولفينا على سواحل منطقة نيت في مديريتي قلنسية وعبد الكوري غربي سقطرى، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وربط بعض المعلقين بين نفوق الدلافين وبين ما قالوا إنه تلوث ناجم عن أنشطة مشبوهة تجرى في الأرخبيل ومحيطه، فيما يتهم آخرون القوات الإماراتية التي تسيطر على سقطرى منذ عام 2015 بالوقوف وراء هذه الانتهاكات البيئية.

وقد أدانت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في حكومة الحوثيين ما سمته الجريمة البيئية على سواحل سقطرى، عقب خروج جماعي لأكثر من 80 دولفينا إلى شواطئ منطقة شوعب، ونفوق عدد كبير منها.

ويأتي هذا الحادث بعد أيام من زيارة البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، لتفقد أوضاع الجزيرة وتقييمها بهدف حماية تراثها الطبيعي.

وفي هذا السياق، وجه وزير الزراعة والري والثروة السمكية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فرع هيئة مصائد الأسماك في سقطرى بالتنسيق مع هيئة أبحاث علوم البحار والأحياء المائية لدراسة ظاهرة نفوق الدلافين.

وأرجع مدير هيئة المصائد السمكية في الجزيرة أحمد علي عثمان، أسباب هذا النفوق الجماعي للدلافين إلى عوامل طبيعية تتعلق بتحرك الدلافين في أسراب واصطدامها بالساحل أو فقدانها القدرة على العودة إلى أعماق البحر بسبب التيارات البحرية القوية وارتفاع الأمواج.

وطالب الإعلامي سمير النمري بتحقيق دولي في هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن سقطرى تتعرض لانتهاكات بيئية جسيمة منذ سيطرة القوات الإماراتية عليها، بما في ذلك التوسع العمراني العشوائي والصيد الجائر وإقامة مشاريع استثمارية على السواحل المحمية.

وكتب الإعلاميون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الكارثة البيئية، حيث غرد الصحفي أنيس منصور بالقول إن ظاهرة انتحار الدولفين في سقطرى تتطلب بحثًا وتحليلاً من قبل المختصين بالبيئة لمعرفة أسبابها.

وأشار أحمد المعافري إلى أن جنوح الحيتان والدلافين غالبًا ما يكون نتيجة مشكلة كيميائية في المياه، وربما يعود إلى تلوث.

وتشتهر سواحل سقطرى بالدلافين التي تستوطن مياهها الإقليمية، وتضفي مشاهد طبيعية خلابة لزوار الأرخبيل وعشاق الطبيعة والمغامرات البحرية، مما يجعل نفوقها حدثًا مأساويًا يستدعي التحقيق العاجل.

ويعد أرخبيل سقطرى كنزًا بيئيًا فريدًا، حيث أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي الطبيعي بسبب ثراء تنوعه البيولوجي المميز، ويتطلب الأمر تحركًا فوريًا للحفاظ على هذا التراث الطبيعي من الانتهاكات والتلوث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى