تعز اليمنية.. أزمة مياه خانقة بسبب سيطرة الحوثيين على آبار المنطقة

تعاني محافظة تعز جنوب غرب اليمن من أزمة مياه حادة منذ أسابيع، تفاقمت بسبب الحرب والحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي، بالإضافة إلى تأخر موسم الأمطار الذي أدى إلى استنزاف المخزون المائي البديل هذا العام. هذه الأزمة دفعت السكان إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع للمطالبة بحلول عاجلة من السلطات الحكومية.
تعد محافظة تعز من أكثر المناطق حول العالم شحة في المياه، حيث يصل احتياج السكان إلى 35 ألف متر مكعب في اليوم، بينما تنتج المؤسسة ما بين 16 إلى 18 ألف متر مكعب في اليوم. منذ اندلاع الحرب، تدنت الإنتاجية لتتراوح بين 2500-3000 متر مكعب في اليوم، مما يمثل عجزًا بنسبة 144% تقريبًا.
قال الصحفي والكاتب اليمني سلمان الحميدي إن محافظة تعز تعاني من شحة مياه منذ فترة طويلة، وأن سيطرة الحوثيين على الأجزاء الشمالية الشرقية من المحافظة تسببت في تفاقم الأزمة. وأضاف أن الحل الجذري للمشكلة يكمن في إنشاء محطة تحلية في ساحل تعز، المخا، وهو مشروع بدأت الحكومة العمل عليه لكنه تعطل بسبب الفساد.
أوضح مدير عام الحصار في تعز، ماهر العبسي، أن هناك خمسة أحواض مائية في تعز، أربعة منها تحت سيطرة الحوثيين، وتحتوي على عشرات الآبار الرئيسية التي تمد المدينة بالمياه. وأشار إلى أن الحوثيين أوقفوا ضخ المياه إلى المدينة منذ بداية الحرب، مما سبب كارثة كبيرة، خاصة بعد تأخر موسم الأمطار وجفاف بعض الآبار.
أكد العبسي أن السلطات الحكومية أجرت لقاءات مع مسؤولين أمميين لمناقشة الأزمة، حيث وعد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بترتيب اتفاقات بين السلطات الحكومية والحوثيين لإعادة ضخ المياه. إلا أن مسؤول الحصار في تعز أبدى شكوكه في جدوى هذه الوعود التي تكررت منذ سنوات.
من جانبه، أشار الصحفي والناشط الشبابي اليمني عبدالجبار النعمان إلى أن الحوثيين أوقفوا ضخ المياه من المناطق الخاضعة لسيطرتهم منذ سنوات، وأن جفاف آبار المياه في منطقة الضباب بسبب عدم هطول الأمطار زاد من حدة الأزمة. وتعتبر مدينة تعز من أكثر المدن عطشًا على مستوى العالم، وتقف السلطات الحكومية عاجزة أمام إيجاد حلول لوقف هذه الكارثة.