اليمنيون يحتفلون بالعيد الكبير رغم انخفاض القدرة الشرائية للأسر.

يحرص اليمنيون على الاحتفال بعيد الأضحى باعتباره مناسبة دينية واجتماعية هامة، رغم التحديات التي تفرضها الحرب والوضع الاقتصادي الصعب.
ويكتسب العيد أهمية خاصة لدى اليمنيين، حيث يطلق عليه “العيد الكبير” تمييزاً له عن عيد الفطر “العيد الصغير”. في بعض الأرياف، يُعرف بـ”عيد اللحم” بسبب ارتباطه بالأضاحي. يبدأ التكبير في عيد الأضحى من صباح يوم عرفة حتى عصر آخر أيام التشريق، وهي 11 و12 و13 من شهر ذي الحجة، بينما يبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب شمس ليلة العيد وينتهي بقيام الإمام لصلاة العيد.
يؤدي اليمنيون صلاة العيد في الساحات العامة التي تُعرف بـ”مصلى العيد”، حيث يجتمع الأهالي لأداء الصلاة التي تكون جامعة لكل أبناء المنطقة. يصف المحاسب أحمد الجرادي العيد بأنه “مناسبة اجتماعية بقدر ما هو مناسبة دينية”، حيث يعزز قيم الألفة والمحبة داخل المجتمع.
يعود أفراد الأسر اليمنية من المدن إلى القرى لقضاء إجازة العيد بين الأهل والأقارب، ما يجعل العيد فرصة للمناسبات الاجتماعية، خاصة حفلات الزواج. يروي هيثم محمد العزي أنه اختار إقامة حفل زفافه خلال عيد الأضحى ليكون بحضور الأهل والأقارب.
يُظهر الأطفال فرحة كبيرة بالعيد، حيث يحرصون على ارتداء الثياب الجديدة وشراء الألعاب بعد الحصول على العيدية. الطفل وليد عبد الله مهيوب (11 سنة) يقول إنه يحرص على ارتداء ملابس العيد الجديدة والذهاب لأداء صلاة العيد بصحبة أسرته.
ولليمنيات طقوسهن الخاصة في العيد، حيث يحرصن على شراء كسوة العيد والتزين بصنع الحلويات التقليدية وتجهيز الكعك. الطالبة مروى الخولاني تقول إن “عيد الأضحى يعد أهم مناسبة خلال العام، لذا تحرص النساء على شراء ملابس العيد والتزين وتبادل الزيارات مع الأهل والأقارب”.
تحرص الأسر اليمنية أيضاً على زيارة المقابر خلال أيام العيد. زكية الصعدي تؤكد أن “زيارة القبور من أهم الطقوس التي تقوم بها في المناسبات، وتحديداً عيدَي الفطر والأضحى”.
تميل الأسر في المدن اليمنية إلى التضحية الفردية عبر شراء خروف أو ماعز، بينما يميل أبناء الأرياف إلى الأضحية التشاركية عبر شراء ثور تشترك فيه عدة أسر.
الوضع الاقتصادي المتردي يؤثر على قدرة الأسر اليمنية على الاحتفال بالعيد بشكل كامل، حيث يعاني الكثيرون من ارتفاع أسعار الأضاحي واللحوم. المدرس أحمد العوبلي يقول إن “غالبية الأسر اليمنية عاجزة عن شراء أضحية العيد نتيجة الأوضاع المتدهورة والارتفاع الجنوني للأسعار”.
مع انتهاء أيام التشريق، يبدأ الحجاج اليمنيون في العودة من مكة المكرمة بعد انتهاء شعائر الحج، ويتم استقبالهم بالأهازيج والأناشيد الدينية في مشهد يعكس الروحانية والفرحة بالعيد.