توترات في الشرق الأوسط مع تصاعد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران في وقت تتأثر فيه المفاوضات النووية واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة استعدادا لأي تصعيد عسكري محتمل

تتسم منطقة الشرق الأوسط بحساسية متزايدة في ظل تصاعد غير مسبوق في التوتر بين إسرائيل وإيران، وفي وقت تتعالى فيه المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية وشيكة.
قال الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل تراقب الفرصة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، معتبرًا أن اللحظة الحالية حرجة ولا يجب تفويتها، خاصة في ظل توافق غير مسبوق بين المؤسسات السياسية والعسكرية في تل أبيب بشأن القرار.
أوضح مصطفى أن إسرائيل، منذ عام 2009، كانت تسعى لتنفيذ هذه الضربة، لكن الظروف لم تكن مواتية كما هو الحال الآن، حيث تعتقد تل أبيب أنها قادرة على إلحاق ضرر كبير ببرنامج إيران النووي، في ظل ما تصفه بـ”أذرع إيران” الإقليمية مثل حزب الله.
من جهته، يؤكد الخبير العسكري بايز الدويك أن الإجراءات الأمريكية تشير إلى وجود معلومات استخباراتية قوية حول احتمال الضربة، إذ لا يهم اتخاذ قرارات إجلاء من هذا النوع إلا عند وجود خطر شبه مؤكد.
أفادت مراسلة “الجزيرة” في واشنطن، كادى منصور، بأن وزير الدفاع الأمريكي أمر بإخلاء عائلات الجنود الأمريكيين من عدة مواقع في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس حجم القلق داخل وزارة الدفاع الأمريكية.
من طهران، أوضح مراسل “الجزيرة” نور الدين الدجيلي أن إيران ما زالت تسعى لحل سياسي مع الغرب وتسعى لاستخدام التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها في الوقت نفسه لا تستبعد الخيار العسكري، وتستعد للرد في حال وقوع ضربة إسرائيلية.
ويرى المحلل السياسي الدكتور حسن منيمنة أن واشنطن لا تريد الانجرار لحرب مباشرة في المنطقة، لكنها لا تمانع في أن تلعب إسرائيل دور “الذراع الضاغطة” على طهران، محذرًا من أن أي ضربة في هذا التوقيت قد تسبب إحراجًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة في ظل تعقيد علاقاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من ناحيته، يرى الدكتور لقمان مكى أن التطورات المتلاحقة تنذر باقتراب لحظة الانفجار، خاصة وأنها تأتي قبيل جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى أن واشنطن قد تستخدم التهديد العسكري الإسرائيلي كأداة ضغط لإنقاذ عرضها التفاوضي.
في حال وقوع الضربة، يرجح الخبراء أن تكون شاملة وتمتد لأيام، وقد تستهدف جانب المنشآت النووية، البنية العسكرية والاقتصادية لإيران، بهدف شل قدرتها على استئناف برنامجها النووي.
ويحذر المراقبون من أن أي مواجهة عسكرية ستتسع بسرعة لتشمل كامل الإقليم، إذ تشير إجراءات واشنطن الواسعة إلى أن الاستهدافات لا تشمل العراق وحده، بل المنطقة بأسرها، مما يهدد بإعادة تشكيل المشهد الإقليمي بالكامل.
وإذا ما شلت جولة التفاوض القادمة، فإن الضربة قد تقع خلال أيام، لتفتح أبواب صراع أوسع ستكون له تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط.