اخبار اليمن

قلعة القاهرة في اليمن على حافة الانهيار بسبب توقف الترميم.

تعتبر قلعة القاهرة، الواقعة في تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، من أهم المعالم التاريخية في البلاد، حيث يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام. بُنيت القلعة كحصن على قمة تل في عهد مملكة قتبان، واكتسبت شهرة في عهد الأيوبيين والرسوليين، حيث كانت بمثابة قلعة دفاعية قبل أن تصبح قصرًا أميريًا.

شهدت القلعة العديد من التطورات على مر العصور، حيث توسعت بشكل كبير خلال عهد الدولة الرسولية، وأصبحت مركزًا للحكم والثقافة. كما أنها كانت بمثابة خط دفاع أمامي للدولة، ووفرت حماية عسكرية للقوافل التجارية المارة عبر تعز.

خلال العقد الماضي، تعرضت القلعة لأضرار جسيمة بسبب الحرب الأهلية في اليمن، حيث احتلتها ميليشيات مختلفة، وتضررت جدرانها بالعديد من القذائف والرصاص والصواريخ. كما انهار قصر القلعة الذي كان يضم المتحف بالكامل. وتشير التقديرات إلى أن القلعة أصبحت أكثر عرضة للخطر الآن بسبب توقف أعمال الترميم.

في نوفمبر 2024، أعلن صندوق سفراء وزارة الخارجية الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي عن شراكته مع وزارة الثقافة اليمنية ومنظمة “تراث السلام” الإسبانية غير الحكومية لترميم القلعة. بدأت أعمال الترميم في ديسمبر 2024، لكنها توقفت فجأة في فبراير 2025 عندما عُلقت الأموال الأمريكية كجزء من تعليق أوسع للمساعدات الخارجية الأمريكية.

أدى توقف أعمال الترميم إلى تدهور حالة القلعة، حيث أصبحت الجدران المفتوحة عرضة لتأثيرات الطقس، وتسارع نمو الطحالب والفطريات داخلها. كما أن السقالات والدعامات المستخدمة في الترميم قد تتأثر بالرياح والعواصف، مما قد يؤدي إلى انهيار المبنى وسقوطه، مما يُشكّل خطرًا كبيرًا على السكان القاطنين أسفل القلعة.

ويعرب السكان المحليون عن قلقهم العميق إزاء الجدران التي قد تنهار في أي لحظة، خاصةً أثناء هطول الأمطار. وقد بذل خبراء الحفاظ المحليون قصارى جهدهم لإنقاذ المعلم، رغم محدودية الموارد، حيث قاموا بتطبيق جص القداد التقليدي على بعض الأجزاء الخارجية من الجدران لمنع الأمطار من جرف المواد الرابطة بين الجدران الداخلية.

وفي ظل معاناة اليمن من صراع مستمر وانهيار اقتصادي، لا يزال مصير تراثها الثقافي محفوفًا بالمخاطر. وتظل قلعة القاهرة، التي نجت من عصور وحروب وقرون من الظروف المناخية، معرضة للانهيار إذا لم تُستأنف أعمال الترميم قريبًا.

ويقول أحمد جسار، نائب مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في تعز، إن “كل حجر في هذه القلعة يروي قصة براعة اليمن المعمارية وأهميتها التاريخية. إذا فقدنا القاهرة، فإننا لا نفقد مبنى فحسب، بل قرونًا من هويتنا وتراثنا”. وقد أعلنت منظمة “تراث من أجل السلام” الإسبانية أنها ستوجه الأموال إلى جهود الترميم في وقت لاحق، ولكن الوقت ينفد لإنقاذ القلعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى