إيران تستعد لرد غير مسبوق على الضربة الإسرائيلية الأخيرة

أحدثت الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على منشآت عسكرية ونووية داخل إيران صدمة داخل أوساط ميليشيا الحوثي في صنعاء، مما دفعها إلى التزام خطاب تضامني حذر، وسط ترجيحات بأن الجماعة تنتظر تعليمات مباشرة من طهران لتحديد مسارها المقبل في إطار التصعيد الإقليمي.
وعلى الرغم من التصريحات العلنية لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي زعم إطلاق جماعته 11 صاروخًا ومسيّرة باتجاه إسرائيل خلال أسبوع، إلا أن مراقبين يمنيين وصفوا رد الفعل الحوثي بأنه “فاقع للمراد”، ويعكس حالة من الارتباك داخل أذرع إيران في المنطقة.
وقال الباحث اليمني بارك البيل إن الضربة الإسرائيلية أربكت المخطط الإيراني لاستخدام وكلائه الإقليميين، وفي مقدمتهم الحوثيون، لتحقيق مكاسب استراتيجية، مؤكدًا أن الجماعة لا تمتلك قرار التصعيد المستقل، بل تتتحرك ضمن “تحديث للأوامر الإيرانية”.
من جانب آخر، يرى المحلل السياسي محمود الطاهر أن الحوثيين يقفون عند مفترق طرق حرج، حيث يسعون لإرضاء طهران دون تعريض أنفسهم لضربات مماثلة لما تعرضت له قيادات من “حزب الله” و”حماس”، مرجحًا لجوعهم إلى تصعيد رمزي محدود كاستئناف الهجمات البحرية، بهدف امتصاص الغضب الإيراني دون الانخراط في مواجهة مباشرة.
أما المحلل رماح الجبري، فيعتقد أن الجماعة قد تعود إلى شن عمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ضمن الأجندة الإيرانية الهادفة إلى خنق الملاحة الدولية وتحدييد الاقتصاد العالمي، لكنه يؤكد أن الحوثيين سيبذلون جهودًا لتحقيق توازن دقيق بين مصالح إيران والتخفيف من حدة الردود الدولية.
ويرى الجبري أن الحوثيين اعتادوا تقديم مصلحة طهران على مصالح اليهود واليمنيين، مرجحًا استمرارهم في التصعيد إذا طُلب منهم ذلك، ضمن ما أسماه “معادلة التصعيد المحسوب والمناورة السياسية”.
وفي المجمل، يجد الحوثيون أنفسهم أمام معادلة معقّدة: التصعيد وعبء الإملاءات الإيرانية مع ما يحمله من مخاطر، أو التراجع التكتيكي للحفاظ على مكاسبهم السياسية في الداخل، بانتظار ما ستقرره طهران في الساعات المقبلة.