تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل يسفر عن تساؤلات بشأن دور الحوثيين في الصراع

يسلط الضوء على الدعم المتزايد الذي تواجهه المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى تساؤلات حول موقع جماعة الحوثي اليمنية في هذا الصراع.
ورغم أن الحوثيين يمتلكون القدرة على توجيه ضربات استراتيجية عميقة ضد إسرائيل، إلا أنهم استخدموا منذ اندلاع الحرب الأخيرة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، ما أثار حركة الملاحة في واحدة من أهم الممرات البحرية العالمية. كما شنوا هجمات صاروخية متفرقة تجاه إسرائيل، في الوقت الذي التزمت فيه قوات “محور المقاومة” مثل حزب الله وكتائب حزب الله العراقية الحذر الشديد، وبدأت وكأنها تراجع خطوة إلى الوراء، وفقًا لوكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن الحوثيين باتوا اليوم يمثلون الجبهة الأكثر تحركًا في “محور المقاومة”، في وقت تراجعت فيه قدرات حزب الله بعد تلقيه ضربات موجعة من إسرائيل خلال الحرب السابقة التي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
كما أن الميليشيات الشيعية العراقية تبدو حريصة على عدم جر العراق إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، حفاظًا على مكاسبها السياسية والاقتصادية داخل العراق.
ونقلت “أسوشيتدبرس” عن المحلل العسكري، أندرياس كريستوفر، القول إن الحوثيين ربما أصبحوا “النقطة الأكثر نشاطًا في المحور”، لكنهم يظلون محدودي التأثير على مجريات الحرب المباشرة مع إسرائيل بسبب بعدهم الجغرافي وضعف قدراتهم مقارنة بحزب الله سابقًا.
ويؤكد كريستوفر أن “محور المقاومة” ككتلة موحدة يتحرك بإملاءات إيرانية مباشرة لم تعد دقيقة في ظل التحولات الإقليمية الراهنة، إذ أصبح كل طرف في هذا المحور يركز حاليًا على أولوياته المحلية وأمنه الذاتي.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الحوثيين قد يجدون أنفسهم في واجهة الرد الإيراني في الحرب الجارية، لكن قدرتهم على تغيير مسار الصراع تظل محدودة مقارنة بالأطراف الأخرى التي تشهد اليوم حالة من الانكفاء.