دراسة “الطريق إلى السلام” تكشف عن تفضيل اليمنيين للمصالحة على العدالة الانتقالية.

مع استمرار الصراع في اليمن لعقد من الزمن، تبرز أهمية العدالة الانتقالية كأداة لوقف تكرار العنف وبناء السلام المستدام. في هذا السياق، يبرز دور الفاعلين المدنيين والحقوقيين في دفع هذه العملية قدمًا، خاصة مع وجود مناخ يبدو مشجعًا لاستئناف عملية السلام في البلاد. وقد شهدت الفترة الأخيرة زخمًا متزايدًا في المبادرات والدراسات التي تتناول العدالة الانتقالية في اليمن.
أعدت رابطة أمهات المختطفين ومنظمة سام للحقوق والحريات، وميثاق العدالة لليمن، دراسة بعنوان “الطريق إلى السلام”، تتناول رؤية المجتمع المحلي بشأن إمكانية وآليات تنفيذ العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية دعمًا للسلام في اليمن، بدعم من معهد DT ضمن مشروع “دعم السلام في اليمن من خلال المساءلة والمصالحة وتبادل المعرفة (SPARK)”. وقد أجريت هذه الدراسة الميدانية في ست محافظات يمنية تمثل مناطق النفوذ المختلفة.
أشارت نتائج الدراسة إلى تفضيل معظم المبحوثين إجراء مصالحة على حساب عدالة انتقالية ترتكز على المحاسبة، مما يكشف عن خلط بين المصالحة ووقف الحرب، وغياب التفكير في بلورة حلول مستدامة للصراع. بينت الدراسة أيضًا تباينًا في الآراء بشأن إنشاء أنصاب تذكارية ومتاحف لتكريم الضحايا، مما يعكس فجوة في فهم دور الذاكرة الجمعية في صون السلم الاجتماعي.
أكدت الدراسة على أهمية تعزيز الوعي بالعدالة الانتقالية، ودعم السلطات القضائية، وتوسيع نطاق عمليات التوثيق. كما أوصت بضرورة تبني الأحزاب السياسية لرؤية وطنية مشتركة حول العدالة الانتقالية. ومع ذلك، لم تخلو الدراسة من نقاط ضعف، مثل الافتقار إلى تحليل معمق للنتائج وعدم تناول رؤية جماعة الحوثيين بشكل مستقل.
برغم التحديات، تُعد هذه الدراسة مساهمة نوعية في النقاش حول العدالة الانتقالية في اليمن، حيث قدمت توصيات متصلة بالسياق الواقعي وساهمت في ردم الفجوة المعرفية حول هذا الموضوع.
تشير الدراسات إلى أن العدالة الانتقالية تواجه تحديات كبيرة في اليمن، نتيجة للصراعات السياسية والاجتماعية. يلقي الضوء على أهمية دعم المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية للعدالة الانتقالية كجزء من عملية بناء السلام.
في سياق متصل، يبرز دور الدراسات والمبادرات في تسليط الضوء على أهمية العدالة الانتقالية في اليمن، وتقديم رؤى بناءة نحو تحقيق سلام مستدام. وتأتي هذه الجهود مكملة للمساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الصراع في اليمن.