اخبار اليمن

سيناريوهات الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل تتصاعد

اليمن، التي تعيش حربًا أهلية منذ العام 2015، تحولت إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. ومع ازدياد الانخراط الإسرائيلي في ملفات المنطقة، بات من المرجح أن تكون الأراضي اليمنية مسرحًا لصراع مباشر بين الطرفين، عبر وكلاء إقليميين في مقدمتهم مليشيا الحوثي المدعومة من طهران.

على مدى السنوات الماضية، استخدم الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع لتنفيذ هجمات استهدفت السعودية والإمارات، مما أثار مخاوف من توسع الصراع في المنطقة. وقد أثار هذا التصعيد ردود فعل متتالية من قبل إسرائيل، التي تعتبر النفوذ الإيراني في اليمن تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة بشأن تطورات الوضع في اليمن:

أولًا، قد تشن إسرائيل ضربة عسكرية مباشرة ضد الحوثيين، حيث تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربات جوية أو صاروخية دقيقة تستهدف مواقع حوثية رئيسية في صنعاء أو صعدة أو الحديدة. وهو ما وقع فعلًا في مساء أمس، حيث استهدفت غارة اجتماعًا لقادة حوثيين بارزين وأسفرت عن مقتل أحد أركان الميليشيا “الغُمدي”.

ثانيًا، قد تشن إيران حربًا بالوكالة ضد إسرائيل عبر الحوثيين، حيث استخدم الحوثيون قدرات هجومية ضد إسرائيل، كما حدث في يونيو حين أطلق الحوثيون صاروخًا باتجاه أهداف إسرائيلية، بالتزامن مع هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، في محاولة لتنسيق الضغط الميداني على عدة جبهات.

ثالثًا، قد يتحول الصراع الإقليمي إلى حرب متعددة الجبهات، حيث يمثل هذا السيناريو اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ومحور “الممانعة” الذي تقوده إيران ويشمل حزب الله والحوثيين وميليشيات عراقية. في هذا الوضع، قد تحاول الأطراف تصعيد الحرب على جبهات متعددة، مما قد يدخل المنطقة في دائرة صراع مباشر. وقد يؤدي هذا إلى فقدان الحوثيين لأي غطاء سياسي دولي، خاصة إذا اعتبرتهم أطراف دولية طرفًا في زج اليمن في صراع لا يخدم مصالحها الوطنية.

بالنسبة للحكومة الشرعية، فإن تحول اليمن إلى ساحة مواجهة إيرانية–إسرائيلية قد يمنحها زخمًا دوليًا جديدًا لمناصرة الحوثيين، لكنها في الوقت ذاته تعرض آراءها ومواطن قوتها لخطر التورط في صراع إقليمي لا تملك أدواته. أما الحوثيون، فإنهم قد يجنيون مكاسب مرحلية عسكرية، لكنهم سيواجهون على الأرجح عزلة دولية متزايدة وتوسعًا في العمليات العسكرية ضدهم.

السؤال الأكبر الآن: هل تنجح القوى الإقليمية والدولية في احتواء هذا التصعيد، أم أن اليمن على أعتاب تحول خطير في خارطة الحرب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى