اخبار اليمن

إسرائيل تواجه تحديات حربية متعددة الجبهات مع تصاعد الرد الإيراني.

يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة في ظل الضربة الأخيرة التي وجهتها لإيران واحتمال رد واسع النطاق.

مع انطلاق الضربة الإسرائيلية ضد إيران فجر الجمعة، دخلت إسرائيل رسميًا في مرحلة مواجهة مفتوحة مع خصمها الإقليمي الأخطر.
هذا التصعيد لا يُقرأ فقط من زاوية الرد الإيراني المتوقع، بل يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال استراتيجي ملحّ:
هل يستطيع الجيش الإسرائيلي، في ظل ظروفه الحالية، تحمّل حرب متعددة الجبهات؟

الجيش الإسرائيلي بدأ في سحب بعض قواته من قطاع غزة، بهدف إعادة توزيعها على جبهات أخرى تحسبًا لرد إيراني وشيك، وفقًا لما ذكرته القناة 14 الإسرائيلية.
هذا الإجراء يعكس إدراكًا داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية لحجم الضغط المحتمل في حال اتسعت رقعة المواجهة.

تتعدد التحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اليوم، ومن أبرزها ما وُصف بـ”أزمة التجنيد الأكبر في تاريخ الدولة”، حيث عاد النقاش حول قانون إلزام الخدمة العسكرية لليهود الحريديم إلى الواجهة، وسط معارضة قوية من الأحزاب الدينية.
هذه الأزمة تؤثر مباشرة على القدرة على التوسع في القوة البشرية، في وقت أُنهكت فيه وحدات الاحتياط نتيجة العمليات المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

أظهرت تقارير دولية، منها تقرير في فايننشال تايمز، أن عددًا من جنود الاحتياط بدأوا في الامتناع عن تلبية الاستدعاءات العسكرية، إما احتجاجًا على غموض الأهداف في غزة أو نتيجة الإنهاك الجسدي والنفسي المتراكم.
هؤلاء الجنود تحدّثوا بشكل علني عن شعورهم بأنهم “يقاتلون بلا استراتيجية واضحة” وأن الحكومة “توظف الحرب سياسيًا”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواجه اليوم ضغوطًا داخلية وخارجية، حيث خرج آلاف المتظاهرين في تل أبيب ومدن أخرى مطالبين باتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس ووقف الحرب التي طالت دون نتائج ملموسة.
كما تعاني حكومته من انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع إيران.

في مقابل الغموض الإسرائيلي حول حدود العملية ضد إيران، يبدو أن رد طهران قد بدأ متدرجًا.
تصريحات كبار مسؤوليها أشارت إلى أن “أبواب جهنم قد فُتحت” وأن “العدو سيندم على فعلته”.
هناك خشية من أن يشمل الرد الإيراني حلفاء إقليميين، خاصة الحوثيين، ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام اختبار قدرته على المناورة والردع في الوقت نفسه.

هذا الجيش، الذي لطالما تفاخر بقدرته على خوض حروب قصيرة وحاسمة، يجد نفسه اليوم محاطًا بجبهات مشتعلة وواقع داخلي يتآكل تحت وطأة التحديات السياسية والاجتماعية.
الضربة ضد إيران قد تحمل رسائل ردع قوية، لكنها تفتح أيضًا بابًا لمخاطر قد تكون أعقد من القدرة على إدارتها.
السؤال المطروح هو: هل تكفي القوة العسكرية وحدها لمواجهة التهديد، حين تكون الجبهة الداخلية أكثر هشاشة من أي وقت مضى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى