إيران تستغل تعطيل المجال الجوي التجاري كسلاح في حربها ضد إسرائيل.

كشفت مجلة الحروب الصغيرة عن استراتيجية إيران وجماعة الحوثي في استخدام تعطيل المجال الجوي التجاري كسلاح في حربهما ضد إسرائيل.
في 4 مايو 2025، أطلق الحوثيون صاروخًا مُصنّعًا بمكونات إيرانية باتجاه مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، مما أدى إلى سلسلة من تعليق الرحلات الجوية وتوقف العديد من شركات الطيران عن العمل.
وأوضحت المجلة أن هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه، حيث سبق للحوثيين استهداف المطارات السعودية والإماراتية خلال التدخل العسكري السعودي في اليمن بدعم من الولايات المتحدة بين عامي 2015 و2022.
وأشارت إلى أن إيران أدركت أن التهديدات والتأثير المتتالي لإلغاء الرحلات الجوية يمكن أن يُنهك السكان الإسرائيليين ويُعمّق عزلة إسرائيل الاقتصادية. وقد تجلى هذا خلال الأحداث التي أعقبت اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران، حيث هددت إيران بالرد، مما دفع معظم شركات الطيران الدولية إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل.
وأكدت أن الهجوم الجوي الإيراني على إسرائيل في 1 أكتوبر 2024، أدى إلى إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، واستمرت معظم شركات الطيران الدولية في تمديد إلغاء رحلاتها حتى منتصف عام 2025.
ويُعدّ الاستهداف المتعمد للمجال الجوي المدني اتجاهًا ناشئًا في استخدام الحرب غير المتكافئة من قبل إيران ووكلائها، وهي وسيلة فعّالة من حيث التكلفة لتهديد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها.
وأشارت إلى أن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو/حزيران، فتح آفاقًا جديدة لهذا النموذج الحربي، حيث استهدف الرد الجوي الإيراني في البداية مقر الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، لكن ردودها الجوية اللاحقة ركزت على المراكز السكانية المدنية.
وتواجه إسرائيل تحديًا إضافيًا يتمثل في كون مجالها الجوي التجاري هدفًا متعمدًا، ومن المرجح أن تعتمد إيران على الحرب غير المتكافئة، ومن الأسلحة التي قد تستخدمها التعطيل المتعمد لحركة الطيران التجاري الإسرائيلي.
وأكدت أن هياكل الدفاع الجوي المتكاملة توفر حمايةً فعّالة للغاية، إلا أنها ليست حلاً شاملاً، وأن اعتماد إيران ووكلائها على الحرب التكيفية وغير النظامية يستغل نقاط ضعف لا تستطيع الدفاعات العسكرية المتطورة وحدها تحييدها بالكامل.