مجلة أمريكية: تصعيد مستمر بين إيران وإسرائيل قد يشعل حرباً إقليمية شاملة
حذر خبراء من أن التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية والصناعية الإيرانية، وردود إيران الصاروخية، قد يصل إلى حرب إقليمية شاملة تمتد إلى الخليج واليمن.
اليمن، الذي يعاني من حرب مستمرة منذ سنوات، يعتبر نقطة التقاء للصراع الإقليمي بين القوى الكبرى، حيث يستخدم الحوثيون كسلاح إيراني لزعزعة استقرار المنطقة. في ظل التوتر الحالي، من المتوقع أن تتسارع هجمات الحوثيين على دول الخليج والملاحة في البحر الأحمر، مما يزيد من معاناة اليمنيين ويهدد بعودة البلاد إلى دائرة المواجهات المفتوحة.
على الرغم من خطورة الوضع، تؤكد خبراء أن هناك فرصة أخيرة لاحتواء الأزمة من خلال مبادرة وساطة إقليمية تقودها دول عربية وتركيا، تستهدف وقف إطلاق النار وإطلاق حوار مباشر وغير مباشر بين الأطراف المتصارعة، والحفاظ على البنية التحتية الحيوية للطاقة والمراكز البحرية. وتعتبر دعم الإدارة الأميركية الجديدة، التي تبنت خطابًا أكثر براغماتية وتركيزًا على السلام، عاملًا مساعدًا لنجاح هذه المبادرة.
غياب التحرك الجاد وامتناع الأطراف عن الحوار قد يقود المنطقة إلى حرب مدمرة لن تقتصر على اليمن والخليج، بل ستشمل دولًا عربية أخرى، مع تداعيات اقتصادية خطيرة ستضرب استقرار المنطقة بكاملها. في ظل هذه المعطيات، تظل اليمن على وجه الخصوص قلب الصراع، حيث قد تحولت إلى ساحة معركة مفتوحة تبتلعها وتُبتلع معها آمال ملايين المدنيين في السلام والأمن.
يأتي هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يؤدي إلى إغلاق ممر هرمز، وهو شريان الحياة للاقتصاد العالمي، مما يهدد أسواق النفط ويدفع الأسعار إلى ارتفاعات قياسية، ويعطل خطط التنمية الاقتصادية في دول الخليج، ويزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية في اليمن ودول الجوار.
الفرصة لا تزال قائمة، لكن الوقت ينفد، والحاجة أصبحت ماسة لتضافر جهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمنع المنطقة من الانهيار في نفق حرب قد تمتد لسنوات، وتترك خلفها دمارًا لا يمكن تعويضه.
