الأمم المتحدة: 41,370 انتهاكا جسيما ضد الأطفال في النزاعات المسلحة خلال 2023.

أكد تقرير جديد للأمم المتحدة ارتفاع عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة حول العالم خلال عام 2024، حيث سجلت الأمم المتحدة 41,370 انتهاكا، وهو الرقم الأعلى منذ عام 1996، مما يمثل زيادة بنسبة 25% مقارنة بعام 2023.
أشار التقرير إلى أن الهجمات العشوائية وتجاهل اتفاقات وقف إطلاق النار وتفاقم الأزمات الإنسانية مع تجاهل صارخ للقانون الدولي أدى إلى إضعاف حماية الأطفال بشكل كبير في الأعمال العدائية. وشهدت دول مثل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصا قطاع غزة، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال، ونيجيريا، وهايتي، أعلى مستويات الانتهاكات.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، إن “22,495 طفلا أجبروا على تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة بدلاً من التعلم واللعب، وهذا يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي”. ودعت غامبا إلى إعادة الالتزام بالإجماع العالمي لحماية الأطفال من النزاعات المسلحة وإنهاء الحرب على الأطفال فورا.
ورصد التقرير زيادة في معظم الانتهاكات الجسيمة، حيث ارتفعت الهجمات على المدارس بنسبة 44% والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي بنسبة 34%. كما ارتفع عدد الأطفال ضحايا الانتهاكات الجسيمة المتعددة بنسبة 17% نتيجة لزيادة حالات الاختطاف والتجنيد والاستخدام والعنف الجنسي، مما يعكس تصعيدا مقلقا في الوحشية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنتوني غوتيريش، عن قلقه إزاء هذه الانتهاكات، ودعا جميع الأطراف إلى توفير وصول غير مشروط للأمم المتحدة إلى الأطفال المحتجزين، وإطلاق سراح جميع الأطفال، وتسهيل إعادة إدماجهم اجتماعيا واقتصاديا، بدعم من الأمم المتحدة. كما رحب باعتماد بروتوكول تسليم لنقل الأطفال الذين يُزعم ارتباطهم بالجماعات المسلحة إلى الجهات المدنية الفاعلة في مجال حماية الطفل.
وأوضح التقرير أن القصف العنيف والهجمات الصاروخية والاستخدام المستمر للأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية حوّلت المنازل والأحياء إلى ساحات قتال، مما أدى إلى عواقب وخيمة على الأطفال، حيث تسببت هذه الأسلحة في ربع جميع القتلى أو الجرحى في الأعمال العدائية.
وفي سياق متصل، تحققت الأمم المتحدة من 583 انتهاكا جسيما ضد 504 أطفال يمنيين خلال العام الماضي، إلى جانب 204 انتهاكات جرى رصدها خلال السنوات السابقة، مما يعكس استمرار معاناة الأطفال في اليمن بسبب النزاع المستمر.