اخبار اليمن

اعتقال إمام مسجد في عدن بعد اقتحام مسلح لصلاة الفجر وسط اتهامات لجهات نافذة بتوجيه العملية.

يخضع الشيخ محمد الكازمي، إمام جامع عمر ابن الخطاب في عدن، لظروف قاسية بعد تعرضه لعملية اعتقال مهينة من قبل قوات أمنية.

تأكد لشهود عيان أن مصلح الذرحاني، قائد شرطة دار سعد، قاد عملية الاعتقال، التي تمت بشكل مهين وبأسلوب عنيف، حيث تم اقتياد الشيخ الكازمي من المحراب بعد صلاة الفجر وسط إطلاق للرصاص.

هذه العملية الإرهابية انتهكت حقوق الإنسان وأظهرت غياب الدولة واهتمامها بالقانون، حيث تركت الحادثة ندوبًا يصعب التئامها في وجدان وذاكرة عشرات المصلين، وملايين اليمنيين الذين تداولوا فيديو الاعتداء على الشيخ الكازمي.

لا يوجد مبرر لما حدث، ولا دليل على أن هذه الجريمة الشنيعة جزء من أجندة دولة، بل يبدو أنها تندرج ضمن المقاولات الأمنية الإجرامية التي اعتادت عليها عدن.

يعتقد أن الشيخ الكازمي يدفع ثمن مواقفه المبدئية الوطنية والعربية والإسلامية، والتي تتسق مع الوجدان الحي والعقل السليم والفطرة السوية لكل أبناء اليمن، حيث يراد لأحد في مدينة عدن أن يخرج عن الخطوط الحمر التي حُددت من قبل الجهات النافذة العابرة للحدود.

التضييق على مدينة بلا خدمات، ويفتك بها الحر الشديد والفقر الشديد، ممارسةٌ تنطوي على قدر كبير من الفجور، حيث لا يوجد مقابل يتلقاه الناس أمام هذا الطغيان، وهذا العنف وهذا القدر من الفتك بحرياتهم وحقوقهم ودمائهم.

مرة أخرى، يقع أبناء أبين ورجالها ضحيةَ عملياتٍ أمنية قاسية، مما يكرس شكلاً سيئاً من العلاقات المتوترة بين أبناء البلد الواحد، حيث تنفذ الجرائم بلا عقاب، وتفلت الجماعات المسلحة من المساءلة بسهولة.

يحدد هذا الطغيان معالم السلطة التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تأسيسها في مدينة عدن اليمنية، وهي معالم تؤذن بليل طويل في جنوب البلاد.

في ظل هذا الانفلات، أو عبر تغيير مكان الإقامة، يمكن للجماعات المسلحة القيام بجرائمها بالوكالة والإفلات منها بكل سهولة، مما يدفع الناس ثمنًا باهظًا في ساحة الإعدام المفتوحة بعدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى