مليونان يمني مهددون بالجوع بسبب انهيار التمويل الإنساني

يواجه ملايين اليمنيين خطر الجوع المحدق خلال الأشهر القادمة، وذلك وسط انهيار التمويل المخصص للمساعدات الغذائية والإنسانية. ويشهد اليمن فجوة تمويلية هي الأسوأ منذ بدء النزاع، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.

فقد حذرت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) في تقريرها الدوري من أن حوالي 4.8 ملايين شخص في اليمن قد يحرمون من المساعدات الغذائية الأساسية بين يونيو وسبتمبر 2025. وأرجع التقرير ذلك إلى تخفيضات حادة في تمويل برامج الإغاثة، وفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي.

وتعد الأرقام صادمة؛ حيث لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمن الغذائي في اليمن سوى بنسبة 4% فقط حتى الآن. أما قطاع التغذية حصراً، فلم يحصل إلا على 1% من احتياجاته. هذان الرقمان يعكسان تدهوراً حاداً في حجم التدخلات مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد تمويلاً بلغت نسبته 45% لقطاع الغذاء و93% للتغذية.

ويزيد من خطورة الوضع، الانكماش الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى تضرر موانئ البحر الأحمر بسبب الهجمات الجوية. كل هذه العوامل، مجتمعة مع استمرار الحرب، قد تفاقم انعدام الأمن الغذائي وتمنع وصول الإمدادات الحيوية لملايين الأسر.

ويزداد الوضع تعقيداً في ظل اعتماد نحو 80% من سكان اليمن على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، مما يجعل خطر المجاعة أقرب من أي وقت مضى، ما لم تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لسد فجوة التمويل المتزايدة.