معهد أمريكي يتساءل عن غياب الحوثيين عن التصعيد الإيراني الإسرائيلي مدعوماً بثلاثة تفسيرات محتملة.

أثار غياب جماعة الحوثي عن التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأخير، واستمرار تواجدها في المشهد دون تدخل مباشر، دهشة المراقبين. فبالرغم من تعهداتهم بمهاجمة الولايات المتحدة في حال دخولها الصراع ضد إيران، لم يقدم الحوثيون سوى ردود فعل محدودة تمثلت في إطلاق عدد قليل من الصواريخ، وتصريح يدين الهجمات الأمريكية.
وقد تساءل معهد دول الخليج العربي في واشنطن، عبر تحليل لباحثه جريجوري د. جونسون، عن الأسباب الكامنة وراء هذا الصمت المطبق. ورغم أن الحوثيين أظهروا منذ أكتوبر 2023 استجابة سريعة تجاه التطورات في غزة، وشنت حملة طويلة على الشحن التجاري في البحر الأحمر، إلا أن ما حدث في هذا الصراع الأخير كان مغايرًا.
ويكمن التفسير الأكثر منطقية في عدم رغبة الجماعة في شن ضربات مستقلة، بل انتظار التنسيق مع إيران. لكن الضربات الإسرائيلية الناجحة في الأيام الأولى من الحملة، وانسحاب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إلى مخبأ، قد يكونا قد جعلا هذا التنسيق أكثر صعوبة.
من جهة أخرى، يُعتقد أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون الذخائر والإرادة لضرب الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنهم ينتظرون التوافق مع استراتيجية الرد الإيرانية. تتضمن الخيارات المحتملة محاولة منسقة لإغلاق البحر الأحمر ومضيق هرمز، وضربات صاروخية منسقة على إسرائيل، أو رد فعل غير متكافئ بهجمات إرهابية. وبينما يتطلب التفسير الأول، بعدم القدرة على تنفيذ الضربات، خطأً أمريكيًا في تقييم حملة “الراكب الخشن”، فإن التفسير الثاني، بالخوف، يتعارض مع استعداد الحوثيين لمواجهة خصوم أقوى.
وقد أكدت الجماعة الحوثية في 24 يونيو/حزيران أن وقف إطلاق النار الإسرائيلي الإيراني لا ينطبق عليها. وإذا كانت الذخائر متوفرة، فإن إيران قد تستمر في استغلال الجماعة للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، مما يمنح النظام الإيراني وقتًا لإعادة بناء نفسه وإعادة تقييم استراتيجيته، خاصة في ظل ضعف أداء إيران وشبكة وكلائها في الحرب القصيرة.