مليشيا الانتقالي تقمع مظاهرة نسائية في عدن وتعتدي على ناشطات للمطالبة بتحسين الخدمات وتدهور العملة

قمع تظاهرة نسوية في عدن للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية
منعت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي عصر يوم السبت الفائت، مسيرة نسائية كانت تنظم للتنديد بالتردي المستمر في الأوضاع الخدمية والمعيشية، وذلك في ظل تدهور قياسي لقيمة الريال اليمني. انتشرت أطقم ومدرعات تابعة للانتقالي في شوارع مديرية كريتر، محافظة على منع إقامة هذه الفعالية التي دعت إليها ناشطات بهدف المطالبة بمعالجة أزمة انهيار العملة وتحسين الخدمات الأساسية.
وقامت قوات الانتقالي باعتقال عدد من الناشطات والنساء اللواتي كن يستعدن للمشاركة في التظاهرة، قبل أن يتم الإفراج عنهن لاحقاً. كما حدثت اعتداءات على المشاركات، وتمكنت القوة الأمنية من قمع هذه الفعالية التي اعتادت نساء عدن تنظيمها بشكل أسبوعي مساء السبت تحت شعار "ثورة النسوان"، للمطالبة بحقوقهن وتحسين ظروفهن المعيشية.
وسبق هذه الأحداث موجة من المظاهرات الشعبية والنسائية في عدن، تنديداً بانهيار العملة، وساعات انقطاع الكهرباء الطويلة التي تجاوزت الـ 20 ساعة يومياً، بالإضافة إلى شح مياه الشرب في معظم المناطق، وغلاء الأسعار المتفشي الذي صاحب تدهور العملة الوطنية ككل.
من جهتها، أعربت تنسيقية القوى المدنية والحقوقية عن رفضها القاطع للاعتداءات التي تعرضت لها النساء المتظاهرات في العاصمة المؤقتة عدن، والتي تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات. وقد أدانت التنسيقية في بيان لها ما وصفته بالقمع والعنف والاعتداءات المهينة التي مارستها الأجهزة الأمنية ضد المشاركات في المظاهرة السلمية، معتبرة أن هذا المشهد يعد انتهاكاً صارخاً لأبسط الحقوق الإنسانية والدستورية.
وأكدت التنسيقية على أن الحق في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي هو حق دستوري مكفول للجميع، وأن الاعتداء على النساء المشاركات سواء بالضرب أو الاعتقال أو الترهيب يمثل انتهاكاً مضاعفاً يمس بالكرامة الإنسانية ويعكس عقلية قمعية تتعامل مع مطالب النساء بالازدراء والعنف. وحملت التنسيقية السلطات الأمنية والسياسية المسؤولية الكاملة عما حدث، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلات، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات، وضمان حق النساء في التظاهر دون تهديد. كما دعت المنظمات النسوية والحقوقية المحلية والدولية للتدخل والتحرك العاجل لرصد هذه الانتهاكات والضغط لوقفها، مؤكدة أن نضال النساء من أجل حقوقهن لن يرهبه القمع.