قبيلة في ذمار تلزم المتزوجين بالتعدد أو دفع غرامة لمواجهة العنوسة

فجّرت قبيلة الحداء في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، سابقة اجتماعية لافتة بفرضها نظامًا جديدًا يلزم الرجال المتزوجين منذ خمس سنوات فأكثر بالزواج مرة أخرى أو دفع غرامة مالية. تُقدر هذه الغرامة بمئة ألف ريال يمني، أي ما يعادل حوالي 200 دولار أمريكي.
ووقع على هذا القرار اللافت وجهاء وأعيان وأبناء القبيلة، وهو يُعد الأول من نوعه على مستوى اليمن، ويهدف إلى معالجة ظاهرة العنوسة المتزايدة بين الفتيات، خاصة في المناطق الريفية التي تتميز بعادات وتقاليد راسخة.
ووفقًا للقاعدة القبلية المستحدثة، على كل رجل تجاوز زواجه الأول خمس سنوات ولم يتزوج بامرأة أخرى، إما أن يقدم على الزواج الثاني أو يسدد الغرامة المفروضة. هذا القرار يثير تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن تحصيل هذه الأموال، وطريقة تطبيق القرار، ومدى تقبل المجتمع له.
في سياق الاضطراب وغياب السلطة المركزية وهيمنة الأعراف القبلية، تتكرر مثل هذه القرارات في الأوساط الريفية اليمنية. حيث تتحكم العادات والتقاليد في جوانب الحياة اليومية، وتنظم مؤسسة الزواج والعلاقات الأسرية بسلطة تتجاوز أحيانًا النصوص القانونية للدولة.
يثير القرار الجديد انقسامًا مجتمعيًا واسعًا بين مؤيدين يرون فيه حلاً عمليًا للحد من ظاهرة العنوسة، وبين معارضين يعتبرونه تعديًا على الحرية الشخصية ويشكل عبئًا إضافيًا على الرجال في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.