اخبار اليمن

مقاهي يمنية تقدم تجربة قهوة جديدة في أمريكا

يسعى رواد أعمال يمنيون إلى تقديم القهوة اليمنية كخيار جديد ومميز في المقاهي الأمريكية. تتواجد مقاهيهم حالياً في عدة مدن أمريكية، مع تركيز خاص في ضواحي ديترويت وجنوب شرق ميشيغان، حيث يتركز الجزء الأكبر من الجالية اليمنية في الولايات المتحدة.

يعتبر اليمن مهد القهوة التجارية، فمن ميناء المخا، الذي استمدت منه تسمية “موكا” الشهيرة، انطلقت هذه التجارة. على عكس الإسبريسو الإيطالي، يتميز البن اليمني بنكهات ريفية قوية، نتيجة زراعته على ارتفاعات شاهقة وتجفيفه تحت الشمس. تُزرع القهوة اليمنية في أربع مناطق جبلية رئيسية، ورغم أن أصول حبوب البن تعود إلى إثيوبيا، إلا أن معالجتها في اليمن تمنحها طابعًا فريدًا.

وعلى الرغم من أن العملية التقليدية لزراعة البن وتجفيفه تكلف الكثير مقارنة بالطرق الحديثة في دول أخرى كإثيوبيا أو دول أمريكا الجنوبية، مما يجعل البن اليمني أغلى ثمناً، إلا أن الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2014 قد زادت من صعوبة حصاده وتصديره.

على الرغم من هذه التحديات، يعمل عدد من رواد الأعمال الطموحين على تعريف الأمريكيين بالقهوة اليمنية. ففي السنوات الأخيرة، توسعت سلاسل مثل “قهوة القهوة” و”هرتز كوبي هاوس” في ولاية ميشيغان، وامتدت إلى ولايات أخرى. كما افتتحت عائلتا الغازلي والربيعي مقهى “سقطرى كوفي” في آن آربور، ميشيغان، لتقديم قائمة متنوعة من المشروبات والحلويات المنزلية. وتتميز القهوة اليمنية بأنها غنية النكهة، ناعمة وحلوة المذاق، وتفضل تقديمها سادة في البداية لتذوق نكهتها الأصلية قبل إضافة السكر أو الحليب، بحسب ما تؤكد علي الفغازلي، إحدى المشاركات في المشروع.

يُضاف إلى حبوب البن اليمنية أثناء تحضيرها توابل مثل الهيل والقرفة وجوزة الطيب والزنجبيل والقرنفل، مما يعطيها عمقاً في النكهة يمكن شمه حتى قبل التحميص. يقدم المقهى أيضاً برامج صغيرة من البن اليمني المحمص بدرجاته المختلفة، بالإضافة إلى قشور القهوة المعروفة محلياً بـ “قشر”، لتمكين الزبائن من رؤية شكل البن قبل التحميص.

وللمبتدئين، يُنصح بطلب قهوة “بور أوفير” البسيطة للتعرف على النكهة الأصلية، ثم تجربة مشروبات أخرى مثل “يمني لاتيه” الذي يمزج العسل والتوابل مع إسبريسو، ويقدم ساخناً أو بارداً. كما يقدم المقهى شاياً مميزاً من قشور القهوة منخفضة الكافيين، وشاي عدني غني بالحليب المبخر والتوابل والسكر.

إلى جانب القهوة، تعد والدة علي، وزيرة الغازلي، مجموعة حلويات منزلية تشمل “خلية النحل” التي تُحشى بالجبن الكريمي، و”بنت الصحن” الشهيرة المغطاة بالعسل، بالإضافة إلى تشيز كيك والكعكات بالشوكولاتة.

منذ افتتاحه التجريبي، أصبح مقهى “سقطرى” نقطة التقاء لأبناء الجالية الشرق أوسطية والسكان المحليين الفضوليين لتجربة القهوة اليمنية. يوفر المقهى طاولات جماعية ومقاعد للعمل على الكمبيوتر وشرفة خارجية. حيث يأتي الكثيرون لتذوق القهوة اليمنية لأول مرة في حياتهم، مما يمثل فرصة لتعريفهم بها. ويطمح أصحابه للتوسع مستقبلاً، لكنهم في الوقت الحالي يفتخرون بخدمة مجتمعهم المحلي في آن آربور. وتقول علي الفغازلي، وهي تنظر إلى جدارية مضيئة تصور مشهداً من اليمن تزين المقهى: “كلما دخلت إلى هذا المكان أشعر وكأنني عدت إلى وطني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى