اليمن على شفا انهيار إنساني بسبب انخفاض التمويل الدولي وتخفيض المساعدات الأمريكية

يشهد اليمن تراجعاً حاداً في التمويل الإنساني خلال النصف الأول من عام 2025، حيث لم يغط التمويل سوى 9% من الاحتياجات الكلية حتى منتصف مايو، في وقت يقفز فيه عدد المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 19.5 مليون شخص.
ويحمل تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن الولايات المتحدة الأمريكية جزءاً كبيراً من المسؤولية عن هذا الانهيار، بعد تقليص مساعداتها بشكل غير مسبوق إلى 16 مليون دولار فقط هذا العام، مقارنة بـ 768 مليون دولار قدمتها العام الماضي. هذا التراجع فاقم الأزمة الإنسانية في بلد يعاني من هشاشة اقتصادية مزمنة منذ سنوات الحرب.
وتكبد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة تجاوزت 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي منذ اندلاع الحرب، وفقد أكثر من 600 ألف مواطن وظائفهم، بينما يعيش نحو 58% من السكان تحت خط الفقر المدقع.
كما طالت تداعيات نقص التمويل برنامج الغذاء العالمي، الذي خفض عدد المستفيدين من 3.6 إلى 2.8 مليون شخص، وحرم 654 ألف شخص من برامج التغذية الأساسية. ويخشى من دخول 6 ملايين يمني مرحلة الجوع الشديد، كما خسر 400 ألف مزارع مصادر رزقهم.
وينذر نقص التمويل بإغلاق 771 مرفقاً صحياً، ما سيحرم حوالي 6.9 مليون شخص من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، و2.7 مليون امرأة من خدمات الرعاية الإنجابية، بالإضافة إلى حرمان أكثر من 30 ألف حامل من الرعاية الطبية المتخصصة. كما أدى وقف المساعدات الأمريكية إلى توقف أنشطة الحماية في 254 مديرية، مما أثر على أكثر من 75 مشروعاً إنسانياً وحرم 838 ألف شخص من الخدمات الأساسية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فقد الريال اليمني 25% من قيمته خلال الأشهر الأخيرة، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار الغذاء والوقود وزيادة التضخم، الأمر الذي عمق الكارثة الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها اليمنيون.
وفي ختام تقريره، دعا المركز المجتمع الدولي إلى تبني استراتيجية شاملة تركز على التنمية وتفعيل الموارد المحلية، وتعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة الثقة بالدعم الدولي التقليدي. إلى جانب البحث عن مصادر تمويل مبتكرة ومستدامة بقيادة المجتمعات المحلية، وخاصة النساء.
ويحذر التقرير بشدة من أن عدم إعادة النظر في حجم التمويل والدعم المقدم لليمن بشكل عاجل، يهدد البلاد بالانزلاق إلى انهيار شامل يهدد حياة الملايين ويقوض أي أمل في التعافي لسنوات طويلة قادمة.