الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه منطقة بئر السبع الإسرائيلية في تحدٍ جديد للتهديدات الإقليمية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، واصل الحوثيون في اليمن إشعال جبهة منفصلة، معلنين عن استهداف جديد بصاروخ باليستي من طراز “ذو الفقار” باتجاه منطقة بئر السبع الإسرائيلية. وقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض الصاروخ وسماع دوي انفجارات شرق المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، عن تنفيذ عمليات صاروخية ومسيّرة أخرى استهدفت تل أبيب وحيفا، في تصعيد لافت تُرجم إلى تهديد مباشر لما تبقى من الهدوء الهش في المنطقة.
وقد جدد زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تهديده بإغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، وهو ما قابله مسؤول أمريكي، اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكوفيتش، بالقول إن الجماعة ستظل “تهديداً دائماً” لأمن واشنطن، في شهادة أمام الكونغرس.
ورغم هذا التصعيد الظاهري، إلا أن التحليلات تشير إلى مشهد أكثر هشاشة للجماعة. فبحسب محللين، بدأ الدعم الإيراني للحوثيين يتراجع بعد الضربات التي تلقتها طهران مؤخراً. بل وتشير تقارير إلى أن الجماعة قد تُضّحى بها إذا تطلب الأمر حماية المصالح النووية الإيرانية.
من ناحية أخرى، رجح “مركز اليمن والخليج للدراسات” أن الجماعة لم تنخرط بفعالية إلى جانب إيران في المواجهة الأخيرة خوفاً من العودة إلى دائرة الاستهداف الأمريكي، خاصة بعد اتفاق تهدئة رَعَته سلطنة عُمان. وبالفعل، كشفت تل أبيب عن تحركات لاحتواء التهديد الحوثي، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بوضع خطة للتعامل مع الجماعة، وسط تقارير عن تصاعد الأنشطة الاستخباراتية لرصد مواقعها وتحركاتها.
داخلياً، ومع تراجع فرص الجماعة في لعب أدوار إقليمية كبرى، تسعى الحوثيون لتأمين وجودهم عبر تكثيف التصعيد الميداني في مأرب وتعز والضالع، في خرق جديد لاتفاق الهدنة الأممي.
ويرى الباحث السياسي فارس البيّل أن الحوثيين باتوا أمام مفترق طرق حاسم، إما البقاء كقوة داخلية مُنبذوذة، أو السقوط من حسابات ما بعد التفاهم الإيراني-الغربي المرتقب. وبين صاروخ أُطلق في العراق وهدنة مكسورة، تبدو الجماعة في سباق مع الزمن لضمان بقاء قد لا يتحقق.