اخبار اليمن

وقف إطلاق النار الإسرائيلي الإيراني: هل يعفي الحوثيين من تهديداتهم؟

أكدت مصادر يمنية ودولية أن الجماعة الحوثية، على الرغم من تهديداتها السابقة بمهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر ردًا على هجوم واشنطن على منشآت نووية إيرانية، لم تعلق رسميًا على دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ. هذا الصمت يفسره الكثيرون بأنه يعفي الحوثيين من الالتزام بتهديداتهم الخطابية.

ويتوقع المراقبون أن تواصل الجماعة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه تل أبيب، كنوع من الدعم المعلن للقضية الفلسطينية، كما هو حال بقية أذرع طهران الإقليمية، حيث أعلنت الجماعة في وقت سابق دعمها لطهران بكل السبل الممكنة. ومع ذلك، لم تتبنَ سوى عملية إطلاق صواريخ واحدة، مما يشير إلى محدودية قدراتها الفعلية آنذاك.

يُذكر أن الجماعة كانت قد أعلنت استعدادها العودة لمهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر دعماً لإيران، وذلك عقب الضربات الأمريكية على موقعين للمفاعلات النووية الإيرانية السبت الماضي. ولكن، ظل هذا التهديد مجرد تصريحات لم تُترجم إلى أفعال على أرض الواقع.

وكانت الجماعة قد تعهدت في السادس من مايو الماضي بعدم استهداف السفن الأمريكية، وذلك بعد تعرضها لأكثر من 1700 ضربة جوية وبحرية إثر اتفاق توسطت فيه سلطنة عمان مقابل وقف حملة أمريكية مستمرة منذ مارس الماضي. من وقتها، اقتصرت هجمات الحوثيين على إطلاق صواريخ متفرقة باتجاه إسرائيل، مع إعلان نيَّتهم فرض حظر جوي على مطار بن غوريون.

في المقابل، واجهت الجماعة ردوداً إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء، أخرجته عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير معظم أرصفة الموانئ في الحديدة، وتخريب أربع طائرات مدنية، ومصنعي أسمنت، وثلاث محطات كهرباء، ما عكس تصعيداً خطيراً في المنطقة.

ويرى متابعون للشأن اليمني أن الجماعة الحوثية ستواصل تصعيدها تجاه إسرائيل، حتى مع وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب بضغط أمريكي. ويرجحون أن ذلك قد يمهد الطريق أمام إسرائيل لتكثيف ضرباتها على مناطق سيطرة الحوثيين، باعتبارها التهديد الأخير بعد تحييد قوى إقليمية أخرى.

وكان المتحدث العسكري باسم الجماعة قد صرح قبل الضربة الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية، بأن الجماعة لن تسكت على أي هجوم أمريكي مساند لإسرائيل ضد إيران، مؤكداً متابعة ورصد كافة التحركات المعادية في المنطقة واتخاذ ما يلزم من إجراءات دفاعية.

من جانبهم، أكد مسؤولو الجماعة، وفقًا للإعلام الحوثي، أنهم سيتصدون لأي مشاركة في العدوان على إيران بكل الطرق المشروعة. وتشير تقارير إلى وجود خبراء إيرانيين وعناصر من حزب الله في مناطق سيطرة الجماعة للإشراف على تركيب وإطلاق الصواريخ وتدريب المقاتلين.

تصر الجماعة على عدم إيقاف هجماتها إلا بإنهاء الحصار على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، بينما ترى الحكومة اليمنية أن هذه الهجمات لم تخدم القضية الفلسطينية بل كانت مبرراً للضربات الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بالبنية التحتية في مناطق سيطرتهم. منذ بدء تفاقم الصراع الإقليمي والانخراط الحوثي في الهجمات البحرية في نوفمبر الماضي، توقفت مساعي السلام الأممية بين الحكومة والجماعة، مع استمرار حالة التهدئة الهشة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى