اخبار اليمن

الصحافة الأوروبية ترى هدنة إيران وإسرائيل “استراحة تكتيكية” هشة دون ضمانات حقيقية.

الصحافة الأوروبية تنظر بعين الشك إلى الهدنة الإيرانية-الإسرائيلية، مستعرضةً تعقيدات الأزمة في الشرق الأوسط. الصحف الكبرى مثل «لوموند» الفرنسية و«إلباييس» الإسبانية و«دير شبيغل» الألمانية ركزت تحليلاتها على الرمزية السياسية لهذا التوقف المؤقت، والرسائل المتبادلة بين الأطراف، والمصالح المتشابكة التي أدت إليه.

تتساءل هذه المقاربات الأوروبية عما إذا كانت الهدنة تمثل رغبة حقيقية في خفض التصعيد أم مجرد استراحة تكتيكية تُفرضها الحسابات الظرفية. وتُشكك في استدامة هذا الوقف لإطلاق النار، معتبرةً أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية ومسار دبلوماسي جاد لمعالجة الملفات الجوهرية مثل القضية النووية والوضع في غزة.

من جهة، تُشير بعض التحليلات إلى أن طهران ترى في التهدئة فرصة لإظهار قوتها الرادعة، بينما تعاني إسرائيل من تآكل في ثقتها الداخلية نتيجة للارتباك الأمني والسياسي. وتُلفت أخرى إلى دور محتمل لقطر في التوسط غير المباشر لتسهيل قنوات التواصل التي أدت إلى التهدئة، بالإضافة إلى دور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في دفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار.

لكن بشكل عام، يُنظر إلى الهدنة على أنها “ترتيب فرضته الضرورة” بفعل الضغوط الدولية، وليس نتيجة اقتناع داخلي أو تقارب حقيقي في المواقف. وتُحذر تحليلات أخرى من هشاشة هذا الهدوء، لا سيما مع استمرار أنشطة الجهات الفاعلة الإقليمية غير الحكومية كحزب الله، والتي تمتلك القدرة على تأجيج الصراع مجددًا.

فالصراع بين إيران وإسرائيل يُنظر إليه كصراع مركب الأبعاد، لا يقتصر على الجانب العسكري بل يمتد إلى المنافسة الأيديولوجية والطائفية على النفوذ في المنطقة. ويؤكد المحللون الأوروبيون أن الطريق إلى سلام حقيقي طويل، ويتطلب أكثر من مجرد ضبط للنيران، بل إرادة سياسية صادقة، وإعادة تعريف للأولويات الإقليمية، ووضع مصلحة الشعوب فوق المصالح الأيديولوجية والتكتيكات العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى