الحوثيون يهاجمون منزل عالم قرآن يمني ويقطعون الاتصال به وسط تقارير عن مقتله

انقطع الاتصال بالشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، شمال غرب اليمن، منذ مساء الثلاثاء الماضي، وذلك عقب هجوم مسلح شنته مليشيا الحوثي على منزله.
ويأتي هذا الهجوم، الذي وقع في منطقة بني نفيع، وسط ترجيحات بمقتل الشيخ بعد اشتباكات استمرت لأكثر من 12 ساعة بين المهاجمين وقوات الحماية. وتشهد المنطقة حالة من الهلع بين السكان، خاصة وأن الشيخ حنتوس، الذي يتجاوز السبعين من عمره، يعاني من أمراض مزمنة.
وبحسب مصادر مقربة، فرضت مليشيا الحوثي حصاراً مشدداً على منزل الشيخ قبل أن تستهدفه بقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة استمر لساعات.
وقالت مصادر محلية إن أربعة مسلحين حوثيين لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى إصابة أربعة من أبناء المنطقة، مشيرة إلى أن المليشيا استأنفت هجومها بعد فشل جهود الوساطة، وعقب وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وقبل انقطاع الاتصال، انتشر تسجيل صوتي للشيخ يوثق لحظات الهجوم، اتهم فيه قيادات حوثية بمحاولة اغتياله داخل المسجد وتهديده بقصف منزله، مختتماً التسجيل بوصية أكد فيها مظلوميته واستعداده للشهادة.
ويُعد الشيخ حنتوس من الشخصيات الدعوية البارزة في ريمة، حيث كرس أكثر من خمسين عاماً في خدمة القرآن الكريم وتعليم الأجيال. كما سبق أن أغلقت مليشيا الحوثي دار القرآن التي كان يديرها منذ عقود، ضمن حملة استهداف ممنهجة ضده.
وقد أثار الهجوم استياءً واسعاً في أوساط الأهالي والناشطين، الذين حملوا الحوثيين المسؤولية الكاملة عن مصير الشيخ وأسرته، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات الحقوقية والمنظمات الدولية.
من جهتها، أدانت الحكومة اليمنية الجريمة، مؤكدة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني أن مليشيا الحوثي استخدمت عشرين طقماً عسكرياً في محاصرة منزل الشيخ وقصفه بالقذائف، ما أسفر عن إصابته وزوجته ومنع إسعافهما. وأضاف الإرياني أن الجريمة تأتي في سياق الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف رموز التعليم والدعوة، ومساعي المليشيا لفرض مشروعها الطائفي وتمزيق النسيج المجتمعي.