اخبار اليمن

اكتشاف آثار يمنية نادرة في مقبرة جماعية بالصحراء المصرية

كشفت باحثة آثار إسرائيلية عن تفاصيل مثيرة تتعلق باكتشاف قطع أثرية نادرة تعود إلى اليمن، وُجدت ضمن مقبرة جماعية قديمة في صحراء النقب.

عُثر بالقرب من بئر السبع على مقبرة جماعية تضم حوالي 60 جثة، غالبها لنساء شابات، إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية الغريبة. شملت الاكتشافات أواني من المرمر، ومجوهرات، وتماثيل صغيرة، وأوزان، ورؤوس سهام.

وأكدت الباحثة استخدام أواني من المرمر اليمني لحفظ التوابل، مما يشير إلى وجود صلة تجارية وروحية مع جنوب الجزيرة العربية، خاصة اليمن. هذا النوع من الأواني نادر جداً ولا يُصنع محلياً في النقب، ويُعرف بقاعدته التي تشبه “خلية النحل”.

وأشارت إلى تطابق بعض الأواني مع نماذج من مواقع نبطية، معتبرة أن ندرة هذه المصنوعات تتطلب خبرة متخصصة لتمييزها. كما لفتت إلى أن اللبان والمر (مواد تُستخدم في البخور) كانت تُجمع وتُجفف وتُنقل في هذه الأواني من اليمن إلى الشمال، حيث استخدمت كبخور في الطقوس الدينية.

وقد ربطت الباحثة بين هذه الاكتشافات والنصوص التوراتية في كتب إرميا وحزقيال نحميا، التي تشير إلى تجارة الجنوب العربي. وهذا يعزز فرضية أن الموقع كان محطة رئيسية على طريق تجاري يمتد من غزة إلى اليمن عبر صحراء النقب.

واستعرضت الباحثة نتائج التحليل الأنثروبولوجي الأولي للجثث، حيث وُجدت مجموعتان رئيسيتان؛ نساء شابات تتراوح أعمارهن بين 14 و20 عاماً، ورجال بين 30 و40 عاماً، مع غياب الأطفال أو الرضع.

ورجحت أن النساء كن ضحايا للتجارة أو الشراء لأغراض دينية أو طقسية، مستندة إلى نقش يمني قديم يعود للقرن الثاني قبل الميلاد، يتحدث عن شراء نساء من غزة ومناطق أخرى.

من أكثر الاكتشافات غرابة كان العثور على أكثر من 40 رأس سهم صغير مصنوع من الصوان، لا يُستخدم للصيد أو القتال، بل يُرجح أنها استُخدمت في طقوس العرافة.

ولفتت الباحثة إلى أن هذه الرؤوس قد تكون وُظفت في طقوس مشابهة لما ورد في سفر حزقيال عن استخدام السهام في التنجيم، حيث كان “ملك بابل يقف عند مفترق الطريق ليستخدم العرافة”. كما أشارت إلى أن الكلمة العبرية “أم هَديرِيخ” ( أم الطريق)، تتقاطع بشكل مذهل مع وجود هؤلاء النساء المدفونات عند نقطة تقاطع طرق.

ووُصف الموقع بأنه ملتقى طرق رئيسي، وأن اختيار مكان الدفن عند مفترق الطرق قد يحمل دلالة رمزية أو دينية، وربما ارتبط بممارسات العرافة أو تقديم قرابين بشرية. وأكدت على أهمية هذا الاكتشاف، قائلة إن لديهم أدلة قوية لربط هذه القطع بممارسات العرافة والتجارة القادمة من اليمن، واصفة إياه بـ “اكتشاف مذهل وغير مسبوق في النقب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى