رئيس الحكومة اليمنية للمبعوث الأممي: السلام يتطلب إنهاء الانقلاب الحوثي ومعالجة جذور الصراع

شدد رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك، خلال لقائه بعدن مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، على أن نجاح أي مسار سياسي للسلام في اليمن يستلزم معالجة جذور الصراع المتمثلة في إنهاء الانقلاب الحوثي.
وقد جدد بن بريك التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بمسار السلام، وحرصهما على دعم كافة الجهود الأممية والإقليمية والدولية، الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ومستدام، يرتكز على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216.
وأشارت وكالة الأنباء اليمنية إلى أن اللقاء ناقش جهود إحلال السلام، والفرص المتاحة لاستئناف العملية السلمية، ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني جراء ما وصفه بالعدوان الحوثي الممنهج وارتهانه للمشروع الإيراني.
من جانبه، استمع بن بريك من المبعوث الأممي إلى إحاطة حول نتائج تحركاته ولقاءاته الأخيرة الهادفة لإنهاء حالة الجمود في العملية السياسية، في ظل التطورات والمتغيرات على الصعيدين اليمني والإقليمي والدولي.
وتطرق الحوار أيضًا إلى استمرار ميليشيا الحوثي في احتجاز عدد من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات محلية ودولية وبعثات دبلوماسية، وعرقلة جهود العمل الإغاثي، وهو ما يعتبر تحدياً سافراً للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المبعوث الأممي في اللقاء التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها لإيجاد حل سياسي يثمر عن نتائج إيجابية ملموسة في الملفات الإنسانية والاقتصادية الملحة.
وصل غروندبرغ إلى عدن جنوب البلاد في زيارة تعد الأولى له منذ حوالي عشرة أشهر، ضمن جهوده لإعادة تنشيط مسار التسوية السياسية في اليمن.
وفي تصريحات عقب وصوله مطار عدن الدولي، دعا المبعوث الأممي إلى اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة لإنهاء حالة الجمود السياسي، معتبراً أن اللحظة الراهنة تتطلب تحركات فاعلة من كافة الأطراف لإنقاذ العملية السياسية ودفعها نحو تسوية شاملة.
كما أوضح غروندبرغ في تسجيل مصور أن اليمن يشهد حالة من الهدوء النسبي رغم التحديات والتصعيد الإقليمي، واصفاً ذلك بالفرصة الثمينة التي يجب البناء عليها لتعزيز المسار السياسي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والأمنية الملحة.
وأضاف أنه يتطلع لإجراء محادثات جادة ومعمقة مع الأطراف اليمنية، مشدداً على أن الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من التأجيل، وأن هناك حاجة ماسة لقرارات فاعلة تعيد الأمل في مستقبل آمن وسلمي لليمنيين.
وأشار غروندبرغ إلى أن تعقيدات المرحلة الحالية تتطلب تكثيف الجهود الدولية والمحلية للوصول إلى حلول مستدامة، داعياً إلى إعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق الحسابات السياسية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه محادثات السلام بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي جموداً واضحاً، وسط تحذيرات متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الانقسام السياسي، وغياب خطوات ملموسة لبناء الثقة.
وتعد زيارة المبعوث الأممي إلى عدن بداية لتحركات جديدة في مساعيه لاستئناف العملية السياسية بعد شهور من الركود، حيث يُنتظر أن يجري خلالها لقاءات مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن القوى السياسية والمجتمع المدني.