اخبار اليمن

الصحفي خالد سلمان: زيارة المبعوث الأممي لعدن مؤشر على وضع الحوثي تحت ضغط التسوية الإيرانية الأمريكية

أكد الصحفي خالد سلمان أن زيارة المبعوث الأممي إلى عدن، والتي تضمنت مباحثات حول أهمية التسوية العادلة قبل مغادرته، قد تبدو وكأنها مؤشر لقياس وضع الحوثيين كطوق نجاة لهم من مأزقهم الحالي. يأتي ذلك في ظل تصاعد القلق وعدم اليقين بشأن ما بعد الضربات الإيرانية المتوقعة والمفاوضات القادمة.

ويُظهر الحوثيون حالة من الارتباك، وتنعكس قراءاتهم من خلال إنكار حقيقة وضعهم الذي بات يتطلب تنازلات تفرضها مرجعيتهم الإيرانية، حيث تشمل المفاوضات قضايا نووية وصاروخية وأدوات أخرى.

ويتحرك الحوثيون على مسارين؛ الأول يتضمن حشدًا داخليًا عبر إطلاق صواريخ ومقذوفات اعتبرها الصحفي عبثية باتجاه إسرائيل، بهدف تبرير قمع المعارضين داخليًا وخلط أولويات المواجهة عبر ترسيخ فكرة “من ليس معنا فهو مع العدو”. أما المسار الثاني، فيتمثل في انفتاح من طرف واحد على الانخراط بتسوية سياسية ومسار تفاوضي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والاستثمار في السيطرة الحالية على الأرض، وهي سيطرة تواجه تحديات كبيرة تعتمد على مخرجات الصفقة الإيرانية الأمريكية المحتملة، وإمكانية اللجوء إلى خيار عسكري داخلي أو محاولة الهروب للأمام.

ويسعى الحوثيون، بحسب سلمان، لفتح مسار استباقي مع السعودية عبر الوسيط العماني، لاستكشاف مواقفها وقياس ردود أفعالها، وذلك بعرض يقدم عبر هذه القناة الخلفية، يعلن عن استعدادهم لاستئناف التفاوض بشروط وموازين قوى سابقة، وليس بشروط اللحظة الراهنة، حيث يرى الكاتب أن الحوثيين ومحورهم باتوا مجرد بقايا.

وتوسعت دائرة التشابكات الإقليمية والدولية المتعلقة بالحوثيين، ولم تعد السعودية وحدها صاحبة القرار في مصيرهم، خاصة بعد دخول إسرائيل كعامل خطير، تتقاطع حساباتها مع الرياض بشكل جزئي. فبينما تؤمن السعودية بإمكانية الاحتواء السياسي للحوثيين عبر المسارات الثنائية، فإن تل أبيب تتبنى توجهاً صفرياً يهدف لزوال الحوثيين وشطبهم من المعادلة كجزء من حرب أوسع، معتبرة أي محاولة لإعادة توفيق أوضاع الحوثيين كحاكم تهديدًا لأمنها القومي، وأن الشرق الأوسط الجديد بالمفهوم الإسرائيلي لا يمكن تحقيقه دون تكسير أدوات إيران المتبقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى