الهيئة العليا للأدوية بعدن تنظم محاضرة علمية حول دراسات ثباتية المنتجات الصيدلانية

نظّمت الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في العاصمة المؤقتة عدن محاضرة علمية متخصصة تناولت الدراسة الشاملة للمنتجات الصيدلانية، بدءًاً من مرحلة التطوير وصولًا إلى تحديد فترة صلاحيتها بدقة. هدفت هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على المعايير العلمية لضمان جودة وسلامة الأدوية.
وقدم الدكتور عبدالسلام الحالمي، نائب عميد كلية الصيدلة بجامعة عدن، عرضاً تفصيلياً لأهمية دراسات الثباتية، مؤكداً أنها أداة علمية حاسمة في تقييم قدرة الأدوية على الحفاظ على خصائصها الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية والدوائية على مدار فترات زمنية مختلفة وتحت ظروف بيئية معينة.
وتستهدف دراسات الثباتية تحديد العمر الافتراضي للمستحضر الدوائي وظروف التخزين المثلى، وذلك لضمان استقراره وجودته، ومنع تكون أي نواتج تحلل ضارة أو غير فعالة. كما تلبي هذه الدراسات متطلبات الهيئات التنظيمية العالمية الرائدة مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والمجلس الدولي للتنظيم المتناسق (ICH).
ولفت الدكتور الحالمي الانتباه إلى العوامل المؤثرة في ثباتية الأدوية، والتي تشمل درجة الحرارة، الرطوبة النسبية، التعرض للضوء خاصة للمستحضرات الحساسة، ونوعية العبوة المستخدمة في حماية الدواء من التدهور. وقد تطرقت المحاضرة إلى الأنواع المعتمدة عالمياً لدراسات الثباتية، كالدراسات طويلة الأجل والدراسات المتسارعة، بالإضافة إلى الدراسات التي تُجرى تحت ظروف خاصة.
وافادت نتائج هذه الدراسات العلمية في تحديد تواريخ انتهاء صلاحية الأدوية، وصياغة تعليمات تخزين واضحة ودقيقة، وهو ما يشكل عنصراً جوهرياً لضمان سلامة المرضى وتعزيز ثقة المستهلك طوال فترة استخدام الدواء.
وفي هذا السياق، شدد المدير العام التنفيذي للهيئة، الدكتور عبدالقادر الباكري، على الدور الحيوي لهذه المحاضرات في الارتقاء بكفاءة موظفي الهيئة، وتجسير العلاقة بين الجانب الأكاديمي والتطبيق العملي في مجالات الرقابة والجودة وتسجيل الأدوية. ودعا إلى مضاعفة الجهود في تقديم برامج تدريبية متخصصة في علم الثباتية، والرقابة الدوائية، وتقييم المستحضرات الصيدلانية، لما لها من أثر مباشر في رفع مستوى جودة الأدوية المتداولة في السوق المحلي وضمان سلامتها وفعاليتها.