انقطاع كهرباء عدن 16 ساعة يفاقم معاناة السكان والجرحى

تغرق العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في ظلام دامس وحرارة خانقة، حيث تجاوزت ساعات انقطاع التيار الكهربائي حاجز الـ 16 ساعة متواصلة، مما ألقى بظلاله القاتمة على حياة السكان. هذا الانقطاع المستمر، المقترن بدرجات حرارة لا تحتمل، حول ليالي المدينة إلى جحيم حقيقي، يئن فيها المرضى والضعفاء في صمت.

في ظل هذه الظروف العصيبة، اضطر بعض السكان إلى اتخاذ حلول استثنائية للبقاء على قيد الحياة، حتى لو تطلبت ذلك التضحية بمقتنياتهم الثمينة. فقد لجأ أحد الجيران، الذي خاض للتو عملية جراحية، إلى رهن بعض أثاث منزله، من أجل تحمل تكاليف الإقامة في فندق صغير يتمتع بتكييف، تفادياً لتفاقم حالته الصحية. جاء هذا الإجراء الصعب بعد أن تجاوزت تكلفة بضع ليالٍ مبلغ راتبه الشهري بثلاثة أضعاف، في ظل انهيار العملة المحلية الذي يجعل متوسط دخل الفرد الشهري لا يتعدى ما يعادل مئة ريال سعودي.

تطرح هذه المأساة تساؤلات مريرة حول مصير المسنين والمرضى الذين لا يملكون القدرة المادية على تحمل تكاليف التبريد، أو توفير مأوى مناسب لهم خلال هذه الظروف القاسية. ففي الوقت الذي يُغادر فيه البعض المستشفيات بحثًا عن الراحة في مساكنهم، يُرغَم آخرون على الألم بصمت، مواجهين مصيرًا مجهولًا قد ينتهي بالموت في صمت. يبدو أن عدن هذه الليلة لم تعد مجرد مدينة، بل أصبحت جرحاً مفتوحاً يشهد على معاناة ساكنيها.