اليمن لن يتجاوز احتياطياته النفطية مليارات قليلة وصحافة التضليل تتناقل أخباراً مضللة عن تفوقه على دول الخليج

تنتشر مزاعم على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن اليمن يمتلك احتياطيات نفطية تفوق بكثير مجمل احتياطيات دول الخليج مجتمعة. تدعم هذه الادعاءات، بحسب الناشرين، تقريراً مزعوماً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، لكن التحقيقات كشفت أن هذه المعلومات لا تستند إلى مصادر موثوقة بل تعود في الأصل إلى تقرير نشرته صحيفة الثورة في مارس 2017، والتي تخضع لسيطرة الحوثيين.

التقرير الأصلي نسب تصريحات إلى شخص يدعى علي حسن السناري، ثم تناقلته لاحقاً بعض المواقع الإخبارية مثل “طهران تايمز” و”يمن إكسترا” دون تقديم أي مستندات رسمية أو مصادر دولية معتمدة لدعم هذه الادعاءات.

في المقابل، وبالرجوع إلى سجلات رسمية، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نشرت في عام 1988 ورقة بحثية بعنوان “موارد جنوب اليمن النفطية: وهم الثروة”. أشارت هذه الورقة إلى وجود مؤشرات على اكتشافات نفطية آنذاك، لكنها لم تذكر أبداً أن اليمن يمتلك احتياطيات تتجاوز احتياطيات دول الخليج. بل قدرت تلك الموارد بنحو 5 مليارات برميل فقط، وهو ما يعادل احتياطيات دول مثل مصر، وليس مئات المليارات كما يُزعم.

وتشير أرقام وزارة النفط والمعادن اليمنية إلى أن الاحتياطي المؤكد لليمن لا يتجاوز 9.1 مليار برميل. ووفقاً لتقديرات مؤسسات دولية، فإن الرقم الفعلي يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات برميل. على النقيض من ذلك، تبلغ احتياطيات دول الخليج مجتمعة نحو 511.9 مليار برميل، بناءً على أحدث الإحصائيات.

تؤكد منصات التدقيق في المعلومات أن هذه المعلومات المتداولة تندرج ضمن إطار التضليل الإعلامي، وتدعو إلى ضرورة التحقق من صحة الأرقام والادعاءات قبل نشرها، خاصة تلك التي تتعلق بثروات الشعوب ومستقبل الدول.