اخبار اليمن

الكاتب فتحي أبو النصر: اللواء أحمد يحيى غالب الإبارة أيقونة التضحية والصدق المنسي في تاريخ اليمن الحديث

يصف الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر، اللواء أحمد يحيى غالب الإبارة بأنه “أيقونة التضحية ورمز للصدق في مسيرة اليمن الحديث”. ويلفت إلى أن الإبارة سيظل محفورًا في ذاكرة اليمن الحرة كنموذج نادر للنقاء الوطني والمشروع التحرري الأصيل.

ويعتبر أبو النصر اللواء الإبارة ليس مجرد قائد عادي، بل كان أول ضابط تصل قدمه إلى رمال العبر في يناير 2015، في وقت كان يتداعى فيه مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنه جمع من تبقى من ضباط الجيش الوطني واستقطب رجالاً من ريمة لتشكيل كتائب وسرايا من الجنود المؤمنين بالعقيدة الجمهورية الوطنية.

ويستذكر الكاتب حادثة استشهاد اللواء الإبارة مع أكثر من 120 جنديًا إثر قصف طائرات التحالف لمعسكر العبر، واصفًا هذا اليوم بأنه “لحظة اغتيال لعقيدة وطنية كان بمقدورها تغيير مسار الحرب”، حيث استهدف القصف المعنى والقيم قبل الأفراد، وكان استهدافاً مباشراً لمشروع وطني بديل يرفض أي وصاية أو ارتزاق.

ويشيد أبو النصر بالبطولة التي أظهرها أبناء ريمة، حيث ذكر أن خمسين شابًا منهم اقتحموا “تبة المصارية” بأسلحتهم وذخيرتهم المحدودة لكسر حصار مأرب، رغم استشهاد معظمهم، لكنه ينتقد عدم تكريمهم أو تخليد ذكراهم، وكأنهم آمنوا بأن حب الوطن لا يحتاج لمقابل، وأن البطولة الحقيقية لا تتطلب دعاية سياسية.

كما يعبر الكاتب عن أسفه للوضع الحالي لأبناء ريمة داخل الجيش الوطني، حيث يتعرضون للتهميش والتمييز، خاصة وأن معظمهم ينتمون للحزب الاشتراكي، مشيرًا إلى أنهم لم يطلبوا مناصب أو يلاحقوا الفساد، بل ظلوا في مواقعهم للدفاع عن الوطن بينما سارع آخرون نحو المكاسب.

وفي ختام مقاله، يستذكر فتحي أبو النصر الذكرى السنوية لاستشهاد اللواء الإبارة، معتبراً إياه القائد الذي جسد بمبادئه وتضحيته ما عجزت عنه المؤتمرات والبيانات، مشيرًا إلى اهتمام صحيفة “الثوري” بهذا الحدث وإشادة عضو مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي اليمني، عبده مرشد، برفيقه الراحل ووصف دموعه بأنها بياناً أصدق من أي خطاب. ويختتم أبو النصر بأن الكبار لا يموتون، بل يصبحون جزءًا لا يتجزأ من ضمير الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى