هجوم حوثي على سفينة تجارية في البحر الأحمر يسفر عن مقتل بحارين

شهد البحر الأحمر هجوماً جديداً على سفينة تجارية، هو الثاني خلال يوم واحد بعد فترة من الهدوء النسبي، مما يرفع حصيلة البحارة الذين قتلوا في هجمات بالمنطقة إلى ثمانية منذ نوفمبر 2023.

وقالت مصادر أمنية بحرية لرويترز إن الهجوم على سفينة “إتيرنيتي سي”، التي كانت وعلى متنها 22 بحاراً، جاء باستخدام طائرات مسيرة مقذوفات صاروخية RPG أطلقت من زوارق سريعة مجهولة، مما أدى إلى فقدان السفينة قدرتها على الملاحة وتضررها. وأضافت المصادر أن البحارة أصيبوا خلال الهجوم، حيث توفي أحدهم متأثراً بجراحه على متن السفينة.

يأتي هذا الهجوم في الوقت الذي تجري فيه اليونان محادثات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية بشأن الحادث، وسط إعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن استهداف سفينة شحن أخرى تديرها شركة يونانية وترفع علم ليبيريا، وهي “ماجيك سيزار”، قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن، وازعموا غرقها. إلا أن الشركة المشغلة أكدت عدم التحقق من مزاعم الغرق، وتم إنقاذ جميع أفراد طاقم “ماجيك سيزار” ووصلوا بسلام إلى جيبوتي.

وأفادت بعثة ليبيريا لدى المنظمة البحرية الدولية في وقت سابق أن الهجوم على “إتيرنيتي سي” أسفر عن مقتل بحارين اثنين، وذلك بعد تأكد حصيلة الضحايا. من جهتها، لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي على الهجوم الأخير.

يُذكر أن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات دعماً للفلسطينيين في حرب غزة، وتستهدف الجماعة السفن التي تعتبرها مرتبطة بإسرائيل، حيث شنوا مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.

وأكد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، إرسينيوس دومينجويزي، أن هذه الهجمات المتجددة تمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحرية الملاحة”، مشيراً إلى أن البحارة والسكان المحليين هم الضحايا الرئيسيون لما تخلفه هذه الهجمات من تلوث بيئي. من جانبها، دعت وزارة شؤون العمالة المهاجرة في الفلبين البحارة الفلبينيين إلى ممارسة حقهم في رفض الإبحار في مناطق عالية الخطورة وذات طابع حربي في البحر الأحمر.

وقد انخفضت حركة المرور عبر البحر الأحمر بنسبة 50% منذ بدء الهجمات الحوثية، ولا يتوقع تغير كبير في هذا الاتجاه نظراً لاستمرار عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، وفقاً لرئيس قسم السلامة والأمن في منظمة BIMCO للشحن.