الناشط الزيدي: اعتقال الشيخ الزايدي فرصة لاستعادة الدولة هيبتها أمام القبيلة

يُنظر إلى قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي في محافظة المهرة كفرصة ذهبية لتحديد مسار العلاقة المستقبلية بين الدولة والقبيلة في اليمن، واستعادة هيبة الدولة المفقودة، بحسب رؤية الناشط عبدالسلام محمد.
ويرى محمد أن القبائل اليمنية كثيراً ما ترتكز قراراتها في التعامل مع الدولة على تقديرات للمصلحة، بالإضافة إلى استشعارها لقوة الدولة أو ضعفها، وبالتالي مدى جدوى التحالف معها. فهذا التحالف لا يقتصر على المنافع الآنية، بل يمتد ليشمل الحفاظ على الكيان القبلي ذاته على المدى البعيد.
ويشير تحليل عبدالسلام محمد إلى أن القبائل قد لا تتجه للتحالف أو الخضوع للدولة في مراحل ضعفها، بل قد تنحاز لمن يهدد كيانها مؤقتاً في أوقات الصراع، طالما لا ترى في الدولة حاضنة قوية لكيانها.
وفي سياق الوضع الحالي، يعتبر محمد أن القبيلة قد تبدأ في الابتعاد عن التحالف مع الحوثيين إذا ما شعرت بترشحهم نحو “الانهيار”. لكنه في الوقت ذاته يحذر من أن التحالف مع الدولة كبديل غير مطروح حالياً، نظراً لغياب مؤشرات قوية على قدرة الدولة على فرض واقع يحقق مصالحها. هذا يدفع القبيلة للبحث عن شركاء جدد ضمن واقع متمرد على الأطراف المتصارعة والضعيفة.
ولتحقيق أقصى استفادة من قضية الشيخ الزايدي، يقترح الناشط عبدالسلام محمد أن الدولة يجب أن تتصرف بحزم. إطلاق سراح الزايدي يُظهر الدولة بمظهر الضعف ويزيد من ثقة الحوثيين في تكتيكاتهم التهديدية، بينما سيخدم استمرار احتجازه الحوثيين في ادعاء قوتهم كحلفاء للقبيلة.
ولإعادة بناء التوازنات في المجتمع القبلي، يقدم محمد ثلاثة مقترحات أساسية للدولة اليمنية. أولاً، يجب أن تتحرك الدولة ككيان قوي، وتتعامل مع كافة الكيانات الاجتماعية والسياسية من موقع القوة، من خلال تفعيل أدوات الضبط والمحاسبة، خاصة في المجالين الأمني والقضائي.
وثانياً، على الدولة أن تحيل كل المتورطين، سواء كانوا من القيادات القبلية أو الحزبية أو حتى الحكومية، والذين يدعمون الحوثيين إلى القضاء. ويرى محمد أن إحالة الشيخ الزايدي للقضاء تحديداً ستكون خطوة تعود بأعلى درجات الاستفادة لصالح الدولة.
وثالثاً، يشدد محمد على ضرورة أن تقف الدولة مع الأفراد الذين قاوموا “الانقلاب السلالي” في المناطق الطرفية، بدلاً من الوقوف مع المسؤولين في مراكز صنع القرار. هذا الموقف سيغرس الشعور بالقوة لدى هؤلاء المقاومين ويحفزهم على دعم الدولة وعدم التخلي عنها.