الشرعية تذبح نفسها والحوثي يبتسم: استغلال فاشل لقضايا هروب القيادات الحوثية لصالح الانقلابيين

كشفت أحداث أخيرة عن فشل متكرر للشرعية اليمنية في استثمار المعطيات التي تخدم قضيتها، في حين ينجح الحوثيون في استغلالها ببراعة، وفقًا لمسؤولين ومراقبين تحدثوا لـ”كريتر سكاي”.
ففي قضية القيادي الحوثي “الزايدي” الذي تم القبض عليه، استخدمت وسائل الإعلام التابعة للشرعية معلومات مضللة حول اختبائه في “ثلاجة أسماك” لمحاولة التقليل من أهمية القبض عليه. بينما في الواقع، دخل الزايدي برفقة عشرات المسلحين وعبروا بالقوة نقاط التفتيش، في سلوك يتسم بالعنجهية ورفض للامتثال للقانون، وهو ما تجاهله الإعلام الرسمي بشكل كبير.
هذا الاستغلال الإعلامي الخاطئ لم يمنع الحوثيين من استثمار القضية لصالحهم، حيث لعبوا على وتر “النكف القبلي” وحشدوا الدعم القبلي، حتى في مناطق سيطرة الشرعية، مطالبين بإطلاق سراح الزايدي باعتباره مسافرًا. هذا التحشيد القبلي نجح في خلق مواجهات وتقاطعات في بعض مناطق الشرعية.
بالتزامن مع ذلك، أثار إلقاء القبض على وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين، هشام شرف، بجواز سفر فرنسي أثناء محاولته المغادرة من مطار صنعاء، تساؤلات حول قدرة الشرعية على تحويل هذه الحادثة لصالالحها. يُنظر إلى هذه الحادثة على أنها ورقة أخرى في يد الحوثيين، خاصة وأن شرف يُعتبر شخصية مدنية معروفة دوليًا، ومن المتوقع إطلاق سراحه.
ويُنظر إلى واقعة شرف على أنها أكثر أهمية دوليًا مقارنة بقضية الزايدي، وقد يستخدمها الحوثيون للضغط من أجل فتح مطار صنعاء والسماح بإنشاء شركة طيران خاصة بهم.
وتُبرز هذه الأحداث الفجوة الكبيرة في القدرة على استثمار الفرص بين الشرعية والحوثيين، حيث تفشل الشرعية في استثمار الهروب المتزايد لقيادات حوثية من مناطق سيطرتهم لتحويله إلى مكسب سياسي، بينما ينجح الحوثيون في استغلال أي فرصة لتعزيز موقفهم خارجيًا وداخليًا.