وكالة دوليّة تفضح علاقة نائب الرئيس اليمنيّ بأحداث شبوة الأخيرة

اخبار من اليمن وكالة دوليّة تفضح علاقة نائب الرئيس اليمنيّ بأحداث شبوة الأخيرة
في أغسطس 2012 تمت إقالة وزير النفط اليمنيّ هشام شرف بعد تعيينة بأقلّ من ستة أشهر تحت مبرّرات غير واضحة ؛ أهمها بحسب المقربين من الرئيس هادي ولاء شرف للرئيس السابق علي عبدالله صالح .
الغير معروف للكثيرين أن الرجل حاول أن يبدأ فترته بعدد من الإصلاحات ؛ أهمها : إعادة تقييم عمل مجموعة الشركات النفطية الدولية التي تعمل تحت مسميات مختلفة لكنها في حقيقة الأمر تعمل بالتنسيق مع قيادات عسكرية وقبلية مقابل حصص ونسب محددة يتم الاتفاق عليها مسبقا عبر وسطاء محليين .
تتصدر هذه المجموعة شركة OMV النفطية النمساوية والتي كان وسيطها المحلي مؤسسة وطنية تدعى مؤسسة الحثيلي للنقل وخدمات حقول النفط ويملكها الشيخ حسين أحمد الحثيلي أحد الأذرع التجارية لنائب الرئيس الحالي اللواء علي محسن الأحمر والذي تشير بعض المصادر أنّ الأحمر يمتلك نسبة محدّدة بالاتفاق الشركة نفسها إضافة إلى احتكار وسيطة الحثيلي لنقل النّفط وأعمال الشركة المحلية في شبوة وخارجها .
وعندما هدّد هشام شرف بإيقاف عقد الشركة في اليمن تحرك الأحمر ــ على عجالة ــ وطلب من الرئيس اليمني إقالة الرجل بحجة قربه من دائرة الرئيس السابق صالح , وفعلاً أصدر الرئيس هادي قراره بتكليف نائب وزير النفط بالقيام بعمل الوزير المقال . حينها كانت الحكومة تدار من قبل حزب الإصلاح أو تجمع الإخوان المسلمين في اليمن عبر رئيس وزرائها باسندوة الذي تمّ ترشيحة لهذا المنصب بعد إحداث 2011م اللواء الأحمر نفسة والشيخ حميد الأحمر أحد حيتان الفساد النّفطيّ والتجاريّ والقيادي المعروف في حزب الإصلاح في اليمن والمقيم حاليًا في تركيا بعد انقلاب الحوثيين وفرار العديد من قادة الإخوان المسلمين من البلاد.
بعد عاصفة الحزم كانت OMV النمساوية أول الشركات النفطية التي تعود للعمل في شبوة تحت حماية اللواء الأحمر وجيشه القابع في مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء برغم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدد من المناطق الجنوبية من تهديدات الجماعات المتطرفة ومنها تنظيم القاعدة الذي لم يقترب يومًا من مصالح الأحمر وشركاته واقتصرت هجماته على الجنود الحكوميين وعلى رأسهم قوات النخبة الشبوانية التي نجحت بشكل كبير في صدّ هجمات التنظيم الإرهابيّ ومثل تهديد كبير لتحركات القاعدة في المنطقة.
من الواضح أنّ الشّرعيّة أعادت إنتاج منظومة الفساد السابقة ولكن بصورة اسوأ من السابق وفي مختلف المجالات مستفيدة من احتكار القرار السياسي على الرئيس هادي وحده والذي يقع تحت تأثير نائبه الأحمر وقيادات حزب الإصلاح الإسلامي بسبب عمليات النهب المنظمة للثروات النفطية وتهريبها بحماية قوات وشخصيات تعمل تحت مظلة الشرعية بدأت تظهر مطالبات من الوجهاء والنشطاء والمقاومة الجنوبية في محافظة شبوة بإزالة مكاتب الفساد، وتسليم القطاعات النفطية لحماية أمنية جديدة، وممارسة الرقابة المحلّية، بالإضافة تفعيل الشراكة المحلّية، وإخضاع كلّ المؤسّسات النفطية لمكتب النفط بالمحافظة والسلطة المحلّية.
أزعجت هذه المطالب اللواء الأحمر وحلفاءه في مأرب لتبدأ تحركات متسارعة وغامضة لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي على الحزام الأمني في شبوة ؛ إلاّ أنّ قوات الحزام استطاعت صدها وضربها في معاقلها وشل حركتها . بعد فشل الأعمال الإرهابية ومحاصرة عناصرها بدأت تتحرك قوات عسكرية تتبع القيادة العسكرية في مأرب بقيادة نائب الرئيس نفسة ووزير الدفاع المقدشيّ المقرب منه في مواجهة مباشرة مع قبائل شبوة وقوّات الحزام الأمني بغرض القمع ومواجهة المطالب العادلة لأبناء المحافظة الذين عانوا لسنوات عديدة قبل الحرب وبعدها من تهميشهم ونهب ثرواتهم بصورة منظمة لحساب نافذين . وأظهرت بعض الصور المسربة عن بعض الناشطين والشخصيات القبلية في محافظة شبوة عمليات بيع النفط مباشرة بصورة بدائية عبر قاطرات نفط محلية تضخ النفط عبر أنابيب إلى داخل سفن مجهولة على سواحل شبوة مما اعتبره الكثيرون عملية فساد وتهريب واضح .
المنطقة الآن تتّجه نحو مواجهات مسلّحة بين قبائل شبوة وقوّات عسكريّة تابعة للواء الأحمر بغرض إعادة السيطرة على المناطق النفطيّة والغازيّة في شبوة .
أثارت هذه التّحرّكات لقوّات تنطلق من مأرب لمواجهة أبناء شبوة العديد من التّساؤلات حول طبيعة العلاقة بين اللواء الأحمر وقيادات تنظيم القاعدة التي مثلت عددًا من مناطق مأرب الملاذ الآمن لهم منذ مقتل القيادي في القاعدة الحارثيّ المطلوب أمريكيًا بطائرات أمريكية بدون طيار عام 2001م ؛ حتى مقتل الإرهابيّ جمال البدويّ في مأرب في يناير وهو المطلوب أيضًا من قبل الولايات المتّحدة بتهمة الإعداد والتخطيط والمشاركة في الهجوم على المدمّرة الأمريكية USS Cole عام 2000م ؛ في خليج عدن .