إستياء واسع باليمن من دور غريفيث.. إنحياز للحوثيين وفشل للشرعية

اخبار من اليمن عدن تايم / كرم أمانعم إستياء واسع لدى الكثير من المسؤولين والناشطين اليمنيين عبر شبكات التواصل الإجتماعي من دور المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث الذي تفصله أيام عن إتمام عامه الأول في هذه المهمة ، في حين يتهمه البعض بعدم الحيادية والإنحياز للميليشيات الحوثية .
وجاء هذا الإستياء في اعقاب إتفاق الحديدة الذي لم يرى النور حتى الان رغم مرور أكثر من شهر على دخوله حيز التنفيذ ، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية وعرقلتها لكافة الإتفاقات المتفق عليها في مشاورات السويد الأخيرة ، بالإضافة الى إعتذار رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال باتريك كاميرت عن إستكمال مهامه ، وهو ما يراه محلليين وناشطين يمنيين مؤشراً إضافياً على إنحياز غريفيث للميليشيات .
إنحياز غريفيث
يرى يمنيون أن تلكؤ غريفيث في إعلان الطرف الحوثي كمعرقل لإتفاق الحديدة بالإضافة الى إعتذار باتريك كاميرت عن إستكمال مهمته فضلاً عن تعرض موكبه لإطلاق نار من الحوثيين ، جميعها مؤشرات على إنحياز غريفيث للميليشيات وعدم الحيادية في العمل.
وكانت الحكومة الشرعية باليمن قالت في وقت سابق في بيان حاد “ان صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وتساهلها مع هذه الميليشيات المتمردة وعدم الجدية والحزم في تنفيذ قراراتها الملزمة، شجعها على التمادي في نهجها العدواني والوحشي وتهديدها للأمن الإقليمي”.
وأتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ، غريفيث بالإنحياز للميليشيات الحوثية ، إذ قال في إحدى تغريداته على تويتر : “اداء المبعوث الخاص لليمن ساهم في تمادي المليشيا الحوثية في جرائمها وانحرف بمهمته كوسيط لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالازمة اليمنية باعتبارها نزاع بين (حكومة شرعية ومليشيا انقلابية)،بينما يصفها المبعوث بطرفي صراع في تجاوز للياقة الدبلوماسية وانحياز واضح للمليشيا وتشجيعها”.
وهذا ليس الإتهام الوحيد الذي يصدر من الإرياني ضد غريفيث ، فقد سبق للأول أن أتهم غريفيث بالإنحياز لصالح الميليشيات ، قبل يوم واحد من بدء مشاورات السويد ، بسبب الوفد الإعلامي التابع للحكومة الشرعية ، حيث قال الإرياني حينها بأن مكتب غريفيث منعه طاقم إعلامي مع وفد الشرعية من السفر الى السويد لتغطية المشاورات ، بينما سمح غريفيث لطاقم اعلامي كبير من الحوثيين بالسفر مع وفدهم .
جزءاً من المشكلة
وترى الشرعية أن غريفيث لا يعمل بمهنية وحيادية مطلقة ، فيما يعتبره البعض بأنه بات جزءا من المشكلة وليس من الحل .
يقول القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام باليمن كامل الخوذاني في تغريدة على تويتر : “بقاء غريفيث مشكله وليس حل هذا الرجل كارثه تواطئه مع عصابة الحوثي اصبح امر ظاهر وواضح وعلى حساب القضية اليمنية والشعب اليمني وكل هذا من اجل تحقيق نجاح شخصي رغم فشله..”.
ويرى أخرون أن غريفيث كان سبباً رئيسياً في إستقالة كاميرت ، تماماً كما يقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد جميح على تويتر : “المؤشرات تشير إلى أن غريفيث كان السبب الرئيس لاستقالة كاميرت، بحكم أن المبعوث لم يعجبه أن كاميرت صرح بأن الحوثيين لم يسلموا الميناء.. غريفيث يريد مراقباً يكون موظفاً لديه…”.
كذلك الحال مع السياسي المنشق عن الحوثيين علي البخيتي الذي يرى في سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر أن إستقالة كاميرت يقف خلفها غريفيث بسبب خلاف نشب بين الإثنين حول الحديدة .
وذهب أخرون الى إتهام غريفيث بتنفيذ أجندة خاصة لبريطانيا في اليمن بعيداً عن القرارات الدولية ، إذ يقول الصحفي اليمني محمد الضبياني على تويتر : “الفشل يطارد غريفيث في تنفيذ اتفاق السويد، وسط دلال أممي وتواطؤ بريطاني لمنح الحوثيين فرصة المراوغة والخداع والعرقلة”.
فشل الشرعية هو السبب
لكن بالمقابل يرى يمنيون أخرون أن التغير الحادث في موقف و نهج المجتمع الدولي تجاه الشرعية باليمن يعود الى عجز الشرعية في حسم المعركة في مناطق التماس ، فضلاً عن فشلها في إدارة المحافظات المحررة رغم مرور نحو 4 سنوات ، وهو ما يعدوه ضعفاً في دور الشرعية وأداءها والذي ادى الى ضعف موقفها تجاه العالم.
يقول الأكاديمي والباحث السياسي اليمني الدكتور حسين لقور في تغريدة على صفحته بتويتر : “لم يعد أمام الشرعية الكثير من الفرص بعد أن أعطاها المجتمع الدولي فرصة كافية أثبتت عجزها فيه و خسر معها التحالف وحدانية التحكم في الملف اليمني وأصبح في يد قوى دولية”.
بينما يرى عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي فضل الجعدي في حوار خاص مع إرم نيوز قبل أيام أن الشرعية أثبتت فشلها في جميع الجوانب ، لاسيما وأنها مخطوفة من قبل جماعة الإخوان التي أستحوذت على قراراتها ووضعتها تحت الإقامة الجبرية جميعها أسباب أدت الى ضعف موقف وأداء الشرعية ، وطالب الجعدي بتصحيح وضع الشرعية حتى تستعيد قوتها وشرعيتها .
مراضاة الطرفين
الى ذلك يرى القيادي في الحراك الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي أن “غريفيث اضطر لرسم خطط ضعيفة لمسارات تعتمد على مراضاة أطراف الحرب ودعم كفة الحوثي كما حصل بالسويد من اتفاق هش”.
وذهب الإعلامي العربي جمال الحربي الى تعزيز الأنباء المتداولة حول وجود خلاف بين غريفيث وباتريك ، وقال في تغريدة على تويتر : “يعتقد المبعوث الأممي الي اليمن مارتن غريفيث أنه وصي على الملف اليمني، كما أنه لايسعى للسلام بقدر ماهو حريص على تحويل الهدنة الهشة في الحديدة الي حالة مستدامة تتيح لأطراف دولية أخرى التدخل في اليمن.. لذلك لم ترق له تحركات باتريك كاميرت ودفعه نحو الاستقالة..!”.
وغادر غريفيث صنعاء قبل يومين في أخر زيارة له لإنعاش إتفاق السويد الذي دخل في مرحلة موت سريري ، ويوم الخميس التقى بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض ، وطالب هادي خلال اللقاء بوضع النقاط على الحروف واحاطة المجتمع الدولي والجميع بمكامن القصور ومن يضع العراقيل امام خطوات السلام وفرص نجاحها.
ولا تلوح بالأفق بوادر لإنجاح إتفاق السويد الذي يراه مراقبون بأنه ولد ميتاً منذ الوهلة الأولى لإبرامه ، لاسيما في ظل إستمرار تعنت الميليشيات وضعف الموقف الأممي والتماطل في تنفيذه ، فيما يراه أخرون بأنه لم يكن سوى بمثابة بوابة إنقاذ جديدة للميليشيات التي كادت أن تخسر محافظة الحديدة وميناءها الذي يعد أخر شريان حياة لها بشمال اليمن ، خاصة وأن الميليشيات بدأت تعيد تموضعها وتعزز قواتها في الحديدة.