تقرير خاص- كاميرت يعود باتفاق الحديدة الى مربع الصفر

اخبار من اليمن عدن تايم / فتاح المحرميفي حين تحدثت أنباء عن خلافات نشبت بينه وبين المبعوث الأممي إلى اليمن مارتين غريفيت ، وبعد تأكيدات إعلامية على تقديم استقالته من مهمته ، وتعيين خلفا له .. ها هو رئيس لجنة المراقبين في الحديدة باتريك كاميرت ، يعود لمهامه من جديد ويبدأ مساعيه معزز بقرار لمجلس الأمن وسع لجنة المراقبين ومنحها فترة سته أشهر لتنفيذ وقف إطلاق النار في الحديدة.
وفي تطورات الأحداث على الأرض من استمرار تمادي مليشيات الحوثي وتعنتها ، إلى هشاشة موقف الشرعية ، وتواطؤ المواقف الأممية حيال ذلك ، تبدوا مهمة كاميرت أكثر تعقيدا من ذي قبل ، حيث صار لا يبحث عن تنفيذ الاتفاق وإنما عن إعادة بناء الثقة بين الحكومة والحوثيين ، سيما وقد تعثر في تحقيق أي تقدم في ملف الحديدة منذ تعيينه.
آخر التطورات
كاميرت الذي بدأ جولته الجديدة من صنعاء التي زارها برفقة المبعوث الأممي ، ومن ثم غادر إلى الرياض والتقى الرئيس هادي ، فطار السبت إلى عدن والتقى بالفريق الحكومي ، وعاد الأحد مجدداً الى صنعاء للقاء الحوثيين ، تواجه مهمته الكثير من الصعوبات على الأرض ، واهتزاز في الثقة سيما والحكومة تحدثت عن تحيز للموقف الأممي إلى جانب مليشيات الحوثي.
ففي الحديدة تواصل مليشيات الحوثي تعنتها وخروقات الهدنة بشكل يومي حسب ما أكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة الذي قال أن مليشيات الحوثي تقوم بشكل يومي ومستمرة بقصف واستهداف مواقع قوات العمالقة ومنازل المواطنين في مختلف مديريات محافظة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف الصاروخية ، بالإضافة إلى تشريدها للمئات من العائلات ، وقصفها لمجمع إخوان ثابت وصوامع الغلال في الحديدة وعرقلتها لوصول المساعدات الإنسانية.
وإلى جانب زيارة كاميرت لصنعاء الأحد ، عاد غريفيت إلى صنعاء مجدداً صباح الإثنين والتقى زعيم مليشيات الحوثي ، وحسب بيان صحفي للمتحدث بإسم مليشيات الحوثي محمد عبدالسلام فقد أوضح إن المبعوث الأممي أكد بأنه سيتحرك من جانبه خلال هذه الأيام المقبلة بخطوات جادة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة، وتبادل الأسرى والعمل على الوصول لاتفاق في الجانب الاقتصادي.
ويرجح أن تكون هذه الزيارات المتواصل من قبل غريفيت وكاميرت لصنعاء ولقائهم بالحوثيين والتي تتم بصورة مفاجئة ، تأتي في إطار مساعيهم الرامية لمحاولة إقناع المليشيات بالجنوح للسلام ، فيما يؤشر غموض نتائج تلك الزيارات على انحياز الموقف الأممي إلى جانب المليشيات.
الحكومة تحذر والعمالقة تنتقد الصمت الدولي
واطلقت الحكومة اليمنية وعبر وزارة الخارجية تحذيرات من إنهيار اتفاق من انهيار اتفاق ستوكهولم، بسبب تعنت الميليشيات في تطبيقه وخرق وقف إطلاق النار ، واتهمت المليشيات بالتنصل من تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة ، وطالبوا بالضغط على المليشيات لتنفيذ الاتفاق ، كما أشاروا إلى انحياز الموقف الأممي إلى جانب المليشيات.
في حين استهجنت قوات العمالقة الصمت المستمر من قبل الأمم المتحدة تجاه الخروقات والانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الحوثي الإجرامية ، في محافظة الحديدة بشكل يومي.
كاميرت في عدن
وضمن مساعي رئيس لجنة المراقبين باتريك كاميرت ، الذي وصل عدن قادما من الرياض التقى، السبت ، بالفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار في محافظة الحديدة ، لمناقشة تطورات ملف إعادة الانتشار في الحديدة استمرارا لتنفيذ اتفاقات ستوكهولم ، حسب ما نقلت وكالة الأنباء سبأ التابعة للشرعية.
وحسب الوكالة فقد أكد رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار اللواء الركن صغير حمود بن عزيز، على جدية الفريق الحكومي في التعامل مع كافة البنود المتفق عليها مكتملة دون أي تجزئة أو تلكوء، منوها إلى استعداد قوات الأمن التابعة للحكومة الشرعية على الانتشار الآمن وفق ما نصت عليه بنود اتفاقات السويد.
ودعا اللواء الركن صغير إلى سرعة البت في فتح الطرق والممرات بغرض تسهيل تنفيذ الأعمال الإنسانية ووصول الإغاثة للكثير من المناطق التي تعاني من ويلات الحرب والحصار الذي فرضته الميليشيات الحوثية.
كاميرت في صنعاء
وعقب محطته في عدن وصل كبير المراقبين الأمميين في محافظة الحديدة، الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، الأحد إلى صنعاء، لإجراء محادثات مع مليشيات الحوثيين حول تنفيذ وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة أحياء اتفاق ستوكهولم الخاص بالمدينة الذي لا يزال متعثر.
وتأتي هذا الزيارة عقب أيام من زيارة سبق وقام بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث رفقة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت ، إلى صنعاء إستمرت لثلاث أيام دون الإفصاح عن ما دار خلاها.
تعثر وانعدام الثقة
وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على ما سمي بسريان إعلان الهدنة في الحديدة وفقا لاتفاقية استوكهولم ، فقد تعثر تنفيذها نتيجة إستمرار خورقات مليشيات الحوثي ، كما تعثر انسحاب القوات الذي كان من المفترض أن يتم في السابع من هذا الشهر ، وفي مجمل تطورات الأوضاع لم يحدث أي تقدم في ملف الحديدة ولم يطبق أي بند.
هذا التعثر بدأ واضحاً من خلال إعادة تحريك الأمم المتحدة لجهود مبعوثها الأممي وزيارته إلى الرياض وصنعاء ، بالتزامن مع زيارات باتريك كاميرت ، وأكد ذلك ما أثر به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي قال أن “انعدام الثقة أصبح عاملاً معقداً” في محاولة إقناع الطرفين بالحوار.
قرار لمجلس الأمن لإنعاش المجهود الأممية
وفي الوقت الذي كان اتفاق الحديدة على وشكل السقوط ، فى ظل تمادى مليشيات الحوثي التى وصل بها الأمر لترجيح وقوفها خلف الاعتداء المسلح على كاميرت ، وبمقابل ذلك ظهور تواطؤ الأمم المتحدة مع المليشيات.
لم يكن هناك من خيار أمام الأمم المتحدة إلا أن تستصدر قرار لمجلس الأمن يعزز القرارات السابقة ، حيث صادق مجلس الأمن الدولي، منتصف الشهر الجاري، وبالإجماع على مشروع القرار البريطاني حول بعثة مراقبة الهدنة في اليمن بموافقة 15 دولة، هم كل أعضاء المجلس ، وبموجب القرار، تم توسعة بعثة المراقبين ، بحيث يتولى 75 مراقباً دولياً وقف إطلاق النار في الحديدة لمدة 6 أشهر.
وفي هذا القرار الذي أتى لتعزيز القرارات السابقة إنقاذ لاتفاق الحديدة من الإنهيار ، والدفع بجولات أممية قادمة في هذا الشأن ، واعطاء فرص أخرى لتحرك كاميرت مجدداً لإنقاذ اتفاق الحديدة وإعادة بناء الثقة.
العودة إلى نقطة ما قبل الصفر
التطورات المتسارعة على الأرض وفخوى التحرك الأممي تشير إلى إعادة ملف الحديدة الى نقطة ما قبل الصفر ، وباتت مهمة باتريك الذي وصل إلى عدن وصنعاء هي إعادة الثقة من خلال عقد لقاء مشترك بين طرفي لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة ، التي انبثقت عن اتفاقات السويد ، ويرأسها كبير مراقبي الأمم المتحدة الجنرال باتريك كاميرت ، حسب ما نقل عنه أثناء لقاء الوفد الحكومي في عدن.
حيث استعرض باتريك ، خلال لقاءه الوفد الحكومي جملة من المقترحات حول إمكانية انعقاد لقاء مشترك مستقبلا يجمع الفريق الحكومي مع المتمردين الحوثيين ، حسب ما نقلت وكالة سبأ.
بالإضافة الى كيفية التنسيق وتحديد زمان ومكان انعقاد اللقاء، متطرقا إلى ملامح وآلية إعادة الانتشار في الحديدة، وكيفية إدارة موانئ البحر الأحمر وغيرها من المرافق والمؤسسات.
وأمام هذه التطورات والمواقف والتصريحات المختلفة ونقاط البحث بين الطرفين ، يبدوا أن مساعي الجنرال كاميرت القادمة فيما يخص الحديدة إعادة الوضع إلى نقطة ما قبل الصفر ، فبعد أن كان يبحث في السابق تنفيذ الاتفاق صار يعمل من أجل بناء الثقة بين الطرفين مجدداً ، وهو تأكيد على عودة الوضع في الحديدة الى ما قبل الصفر.